قال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، أمس، إن لديه شكوكا حقيقية بوجود محاولات لتأخير انتخابات المجلس التأسيسي، أو الغائها واستبدالها بمسارات سياسية أخرى. وكان من المقرر أن تجري أول انتخابات في تونس في 24 جويلية المقبل، لكن اللجنة المستقلة للانتخابات قالت إن ذلك مستحيل لأسباب تقنية وقررت تأجيلها إلى 16 أكتوبر. وأثار هذا التأجيل أزمة سياسية في البلاد التي تعاني من أوضاع أمنية هشة، منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي. وفي مؤتمر صحفي عقده بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حركة النهضة، قال الغنوشي الذي عاش نحو 20 عاما في المنفى “نحن تراودنا شكوك حقيقية بأن من أقدم على زلزلة تاريخ الانتخابات الأول (جويلية)، يمكن أن يتراجع أيضا عن الموعد الثاني”، وأضاف “أصبحنا الآن نسمع حديثا عن فكرة التخلي عن انتخابات المجلس التأسيسي.. نحن لا نستبعد أن يتم التحضير لمسارات أخرى ويحتمل أن يتم غلق المجال أمام انتخابات المجلس التأسيسي”. وتعالت بعض الأصوات في الآونة الأخيرة تطالب بإجراء استفتاء شعبي على أي انتخابات مقررة، إضافة إلى دعوة آخرين إلى العدول عن إجراء انتخابات المجلس التأسيسي واستبدالها بانتخابات برلمانية ورئاسية، لكن الغنوشي حذر من أن التأجيل أو إلغاء هذه الانتخابات “سيجر البلاد إلى دوامة من العنف”. وأضاف أنه على ثقة من أن “شباب وحراس الثورة في تونس سيتصدون لكل المؤامرات التي قد تحاك”. واتهم رئيس حركة النهضة أطرافا سياسية وصفها بأنها تخشى صناديق الاقتراع بالسعي وراء هذه “المؤامرة”، لكنه لم يسم أي حزب أو مسؤول سياسي. وعبر الغنوشي الذي أجبره الرئيس السابق بن علي على البقاء في منفاه بلندن منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي، عن استعداد الحركة لعقد تحالفات مع أطراف سياسية أخرى.