وصف رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي تصريحات وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي بأنها »مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة«، كما ألمح إلى إمكانية تأجيل انتخابات الجمعية التأسيسية المقررة في جويلية المقبل إلى موعد لاحق لأسباب فنية. واعتبر رئيس الوزراء في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي مساء الأحد، هذه الاتهامات خطيرة جدا والمقصود منها إدخال البلبلة في البلاد وإشعال نار الفتنة، مؤكدا أن القضاء سيكون الفيصل بشأن هذه التصريحات ولاسيما أن المؤسسة العسكرية قررت إحالة الموضوع إلى القضاء. وكان وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي قد قال الخميس الماضي إن هناك »حكومة ظل« تدير شؤون الحكم بإشراف موالين للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأضاف في تسجيل نشر على موقع الفيسبوك أنه سيتم تنفيذ انقلاب عسكري في حال فوز الإسلاميين في الانتخابات، في إشارة إلى حركة النهضة الإسلامية التي ظلت محظورة لأكثر من 20 عاما قبل الاعتراف بها حزبا قانونيا بعد ثورة 14 جانفي. وفي موضوع الانتخابات، أشار قائد السبسي إلى أن تونس ما زالت تستهدف إجراء الانتخابات في 24 جويلية 2011 لكنه استدرك قائلا إنه إذا أعلنت لجنة الإصلاح عن وجود صعوبات فنية فسيكون ذلك احتمالا آخر ينبغي دراسته. ولم تنفذ الحكومة بعد وعدها بإنشاء كيان انتخابي مستقل للإعداد للانتخابات. وفي هذه الأثناء أدانت عدة قوى من المجتمع المدني في تونس الاضطرابات الأمنية محذرة من مقايضة للأمن بالحرية. وتلاحقت التحذيرات من ثورة مضادة عبر إدخال البلاد في حالة من الفوضى. وفي هذا الشأن،قال زعيم الحركة راشد الغنوشي إن توضيحات الوزير الأول أتت متأخرة وإن التردد واضح في أداء الحكومة. وكذلك طالب الحزب الديمقراطي التقدمي بالتمسك بموعد الرابع والعشرين من جويلية لتنظيم انتخابات المجلس التأسيسي. وفي الميدان، أفادت مصادر في تونس،أن مروحيات حلقت فوق تونس العاصمة كما لوحظ خرق لحظر التجول في بعض مناطق تونس. وأوردت وكالة تونس أفريقيا للأنباء أن قوات الأمن أوقفت حوالي سبعين شخصا يشتبه في تورطهم في »أحداث الشغب« وأشارت إلى إصابة تسعة من عناصر الأمن. وقد تجددت يوم الأحد المواجهات بين متظاهرين معارضين للحكومة وعناصر من الشرطة وسط العاصمة تونس وذلك غداة حظر للتجول الذي فرض السبت الماضي في إقليمتونس الكبرى لكنه لم يحل دون وقوع أعمال عنف جديدة في الضواحي الفقيرة للعاصمة. واستخدمت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع يوم الأحد الماضي لفض احتجاجات مناهضة للحكومة نظمها لليوم الرابع في وسط العاصمة عشرات الشبان الذين يشكك كثير منهم بشدة في وعود الحكومة المؤقتة بتحقيق الديمقراطية بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.