يتهافت الأطفال والمراهقون على شراء مادة “الشيبس” التي تعتبر إحدى الوجبات السريعة، حيث يفضل هؤلاء تناول الوجبات السريعة على اختلاف أنواعها بدلا من الوجبات الغذائية المتكاملة وسط تحذيرات أخصائيي التغذية لما يسببه من أمراض مزمنة مستقبلا الطفل الصغير في مرحلة الطفولة إلى غذاء سليم كي ينمو جسمه جيدا، إلا أن البعض منهم يفضلون تناول بعض الأكلات أو “السقايط” كما يقال بالعامية بدلا عن وجبات متكاملة، ولعل الشيبس واحدا من هذه الأطعمة الجاهزة التي يكون على شكل رقائق بطاطا مقلية أو تلك التي تكون مصنوعة بالجبن وبنكهات مضافة اصطناعيا سريع الذوبان في الفم. ومن أجل تسليط الضوء حول هذا الموضوع قامت “الفجر” بجولة استطلاعية في بعض محلات بيع المواد الغذائية على مستوى العاصمة لمعرفة درجة الإقبال عليه. قصدنا محل بيع المواد الغذائية بشارع محمد بلوزداد بالعاصمة، وتحدثنا مع صاحب المحل الذي كشف لنا عن الإقبال الكبير للأطفال على مختلف أعمارهم لشراء الشيبس، إلا أن الشيبس الأكثر رواجا وهو ذلك الذي يكون غير مصنوع من البطاطا و يحتوي على صبغة كيميائية. انتقلنا بعدها إلى محل آخر لبيع المواد الغذائية بشارع حسيبة بن بوعلي ولفت انتباهنا، أن جل الزبائن الذين يصطحبون معهم أطفالهم يشترون لهم أكياس شيبس بناء على رغباتهم وكذا أسعارها رخيصة. طريقة عرضه في المحلات ساهم في ترويجه ساهمت طريقة عرض أكياس الشيبس المختلفة الأنواع والأشكال على واجهات المحلات في جذب الزبائن والأطفال منهم المتوافدين عليها، عن طريق تصفيفها في رفوف أو في حاملات، ما سهّل عملية اقتنائها. وفي هذا الإطار قالت السيدة منال موظفة بإحدى الشركات بأن بعض المحلات لا تعير اهتماما بالجانب الصحي للأطفال، وهمها الوحيد هو ترويج منتجاتها فقط. نفس الرأي وجدناه عند السيد(ف.م) الذي قال بأنه أصبح يرفض اصطحاب أطفاله إلى التسوق لتجنب شراء الشيبس الذي يصرون على اقتنائه. الشيبس مرادف للوجبات المتكاملة للكثير من الأطفال أصبح بعض الأطفال يرفضون تناول الوجبات الكاملة التي تحتوي على خضار أو فيتامينات واستبدالها برقائق البطاطا المقلية، وهو ما تحدث عنه السيد (غ.ت) الذي كشف لنا أن ابنه البالغ من العمر خمس سنوات لا يحب تناول بعض الأغذية التي تحتوي على خضار أو أغذية أخرى متكاملة، فهو “يفضل تناول الشكولاطة والشيبس”. من جهتها، قالت لنا السيدة فريدة، ربّة منزل، بأنها تقوم بتحضير مختلف الأطعمة والوجبات الغذائية السليمة لابنتها التي تبلغ من العمر أربع سنوات، مشيرة إلى أنها تقوم بتزيين الطبق كي ينال إعجاب ابنتها، إلا أن هذه الأخيرة ترفض تناوله وتذهب إلى تناول أشياء أخرى. وفي هذا الشأن، كشف أخصائي التغذية كريم مسوس أن الشيبس يعتبر واحدا من الأغذية غير الصحية بالدرجة الأولى كون واحد غرام منه يحتوي على 600 حريرة، مشيرا إلى أن استهلاكه بكثرة يعرض صاحبه للبدانة، وبالتالي يتسبب في إصابته بعدة أمراض مزمنة، من بينها السكري والضغط الدموي وحتى السرطان في المستقبل. من جهة أخرى، قال كريم مسوس بأن الشيبس يحتوي على المواد الدسمة أكثر من احتوائه على الفيتامينات والألياف والأملاح المعدنية، لذا لا يمكن اعتباره غذاء أساسيا لنمو الطفل المتوازن والصحي، كما أنه يتسبب في تسمم غذائي، لأنه مصنّع ولا يحتوي على شروط النظافة وكذا النكهات المضافة غير الصحية، بالإضافة إلى طريقة عرضه في رفوف المحلات التي تكون معرضة للشمس. من جهته، حذّر الدكتور بورنان من المخاطر الصحية الناجمة عن استهلاك مثل هذه المأكولات التي تضاف إليها نكهات اصطناعية، حيث تؤثر هذه الأخيرة على الجهاز المناعي للأطفال وكذا نموهم السليم. وأضاف ذات المتحدث بأنه يجب على النساء الحوامل تفادي أكل الأكلات السريعة وفي مقدمتها الشيبس الذي يؤثر على الجنين لاحتوائه على مواد كميائية تتسرب إلى الجنين عن طريق المشيمة أو من خلال حليب الأم، لذا ينصح الدكتور بورنان بالابتعاد عن المقليات أو تلك المطهية بالزيت وتعويضها بالخضار أو الفواكه.