تطبيق نمط المناولة الصناعية لتشجيع الكفاءات المحلية تجري الدراسات حاليا على قدم وساق، لإطلاق أول مصنع لإنتاج الألواح الشمسية بطاقة 50 ميغاواط سنويا، يتم استخدامها أكثر في مشاريع الطاقات المتجددة، التي تستقطب الأجانب بقوة منهم ألمانيا التي ستأخذ نحو 10 بالمئة من صحراء الجزائر لإنجاز مشروع “ديزارتك”. في حديث لنا مع رئيس مشروع الطاقات المتجددة على مستوى شركة “كوندور” المختصة في مجال الإلكترونيك والكهرومنزلي، قال لنا بوعلام بن حمامدة، إن شركتهم ترغب في تنويع دائرة الاستثمارات خارج الإلكترونيك، والمضي قدما في مشاريع الطاقة الشمسية، انطلاقا من إنتاج الألواح الشمسية كأول خطوة في الجزائر تؤكد مساهمة “كوندور” في ترقية السوق المحلية وتطوير الاستثمارات خارج المحروقات، وذلك ما أكده أيضا المدير الجهوي للشركة، ميلود بودربالة، موضحا بأن الوقت قد حان لتوسيع دائرة نشاط الشركة، تماشيا مع متغيرات السوق الدولية واستجابة لطموح الجزائر على المدى المتوسط، فيما كشف بن حمامدة أن المصنع سيكون الأول عبر الوطن، وأن مرحلة الإنتاج تسبقها مرحلة تجميع وتنصيب الآلات وأجهزة الإنتاج ورقمنة نظام التعامل، مع الشروع في استيراد المادة الخام والتركيب في الجزائر، ثم المرور إلى مرحلة التصنيع لمختلف أصناف وفئات الألواح الشمسية والبداية مع طاقة 50 ميغاواط سنويا. وفي حال وجود الطلب سيتضاعف الإنتاج السنوي، لاسيما وإن توفرت الظروف للتصدير إلى إفريقيا والعرب وبعض الدول الأوروبية “لكن تحقيق الاكتفاء الذاتي وطنيا، هو الأهم حاليا”، يضيف بن حمامدة. وبالنسبة لتاريخ انطلاق مصنع الألواح الشمسية في مرحلة الإنتاج، أفاد بن حمامدة، أن ذلك قريب، وسيكون عمليا بعد الانتهاء من بعض الرتوشات على مستوى الدراسات وجلب مختلف التجهيزات. أما بالنسبة لخطوات “كوندور” في تشجيع الكفاءات المحلية وتحفيزها على التصنيع، فإن الشركة تطبق نمط المناولة الصناعية، وتتعامل مع متعاملين خواص فيما يتعلق باستيراد التجهيزات وإنتاجها محليا، كما تهتم بالطاقات الكامنة في مجال الإلكترونيك، وقد رحبت كثيرا بفكرة المخترع الجزائري، عبد الغاني شقار، الذي اخترع جهاز مانع تسربات الغاز في المنازل والمناطق الصناعية، وأعلنت مسايرتها للمشروع، وهي تنتظر دراسة الاحتياجات الاجتماعية ووضعية السوق ومدى استجابة الاختراع لمتطلبات الجزائريين، وكذا الأجانب بما أنه اختراع غير مسبوق، وبالإمكان تصديره إلى بلدان القارات الخمس أيضا “وأن الأمر ضروري قبل اتخاذ القرار على التصنيع“، يضيف بن حمامدة. الجهاز سيقضي على الاختناقات وحرائق الغاز بالمنازل ولقد تطرّقت “الفجر” سابقا إلى فحوى الاختراع، وتلقينا شروحات عنه، وقدّم لنا المخترع رسما بيانيا وكذا فيديو تطبيقي لعملية منع تسربات الغاز على كل المستويات باختلاف المباني وعدد الطوابق والأحياء، وكذا في المناطق الصناعية ومناطق النشاط والإدارات، وقد تحصّل على براءة الاختراع والجائزة الكبرى للاتحاد الأوروبي. وتجدر الإشارة إلى أن الجهاز صغير الحجم، وتسويقه سيكون في متناول الجزائريين، ومدروس بحسب القدرة الشرائية، وعلى الأرجح أنه لن يتعدى 10 آلاف دج، استنادا إلى دراسات أولية تتماشى وتكلفة تصنيعه، في انتظار استكمال باقي الإجراءات لتقديمه للجزائريين، إسهاما في التقليل من وفيات الغاز السام وتخفيضا من نسبة الحرائق والاختناقات المسجلة سنويا. ويقول الخبراء والأطباء إن هذا الاختراع مهم جدا، لا سيما وأن عدد وفيات الغاز السام تتضاعف سنويا وتتعدى أحيانا 500 وفاة، وقالوا إن وجود هذا الجهاز سيعالج كل التسربات بدقة ويحدد المكان دون توقيف كلي لدارة الغاز التي تشغل البيوت والمحلات، فضلا عن دوره الاقتصادي والاجتماعي.