أعلنت الوكالة المغربية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، عن شروعها في كسر “حُظوة” الجزائر في مجال الطاقات المتجددة، وتحاول إغراء الصين لجلب استثمارات جديدة، وتحويل المشاريع الصينية الموجهة للقارة إليهم تسعى المغرب من خلال تحركاتها الاقتصادية إلى كسر “حُظوة” الجزائر على مستوى حوض المتوسط والقارة الإفريقية، وبتر استفاقتها التنموية، بعد انفتاحها على الأسواق العالمية، وتهافت المستثمرين الأجانب بقوة عليها، منهم الصين والهند وتركيا، إلى جانب ترقية تعاملاتها مع واشنطنوألمانيا وإيطاليا، البلدان الأكثر ريادة في مجال الطاقات المتجددة، وإعلان الرئيس بوتفليقة عن موافقته لبدء مشروع “ديزارتك” الألماني- الأوروبي في الصحاري المغاربية وشمال إفريقيا، وكذا سعي ألمانيا لكسب حصص استثمارية بالجزائر في هذا المجال، إلا أن المغرب أعلن ضمنيا حربا اقتصادية بالمنطقة، من أجل تحقيق التفوق على حساب الجزائر، بالرغم من مناداته إلى التكامل الجهوي وبناء الاتحاد المغاربي المندمج، وهو في حالة سباق مع الزمن لجلب كل الاستثمارات الأجنبية إليه، من خلال منح تحفيزات ومزايا خاصة. وأكد المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، سعيد ملين، خلال مداخلة له أمام المشاركين في منتدى الاستثمار المغربي-الصيني ببكين، تم عقده مؤخرا، أن الطاقات المتجدّدة في المغرب تعد قطاعا واعدا، وأعلن عن امتلاك بلده لاستراتيجية استباقية في هذا الميدان. وحسبما نقلته جريدة العلم، فإن المغرب يستخدم كل طاقاته للهيمنة على المنطقة ويراقب بحذر شديد تطورات الجزائر في مختلف القطاعات، ويرغب في دحض عودتها إلى مضمار التنافس الاقتصادي، لا سيما وأنها تمكّنت مؤخرا وباعتراف الهيئات الدولية المختصة، من استرجاع مكانتها واعتبارها شريكا جهويا وقاريا هاما، والأكثر من ذلك تشارك من موقع المُقرر في عدة إجراءات تُتخذ على الصعيدين القاري والعربي، لذلك يحاول المغرب تسويق صورته عالميا أيّما تسويق، متناسيا حجم الإنتاج في الطاقة الشمسية الذي تنتجه الجزائر بنحو 3000 ساعة سنويا، إلى جانب المشاريع التي أطلقتها وزارة الطاقة، وكشف عنها الوزير السابق، شكيب خليل، متمثلة في المخطط الوطني لتطوير الطاقات المتجددة، يتضمن 1700 ميغاواط لتلبية الطلب المحلي، و6000 ميغاواط موجهة للتصدير آفاق 2017، وذلك بعد أن انطلقت أول محطة تجريبية تشتغل بالطاقة الشمسية والغاز بحاسي الرمل بطاقة إنتاج 180 ميغاواط، تضاف إلى مشاريع أخرى بالصحراء ومدن بشمال الوطن، تستهدف رقم 2300 ميغاواط من منتوج الطاقة الكهربائية آفاق 2017، انطلاقا من الطاقة الشمسية والرياح. وللإشارة، فإن تجارة الصين مع إفريقيا تطورت بنحو 43 بالمئة خلال العام الماضي، وكان المغرب قد اكتفى بمراقبة نزوح رؤوس الأموال نحو الجزائر، حيث استثمرت الصين في قطاع الأشغال العمومية والبناء بقوة، وبلغت قيمة المبادلات البينية حوالي 5 مليار دولار، ما دفع الجارة المغربية إلى التحرك وبرمجة عدة لقاءات مع الصينيين لكسب ودّهم واستثماراتهم، وطرح مساعيها الاقتصادية لاستقطاب الأنظار حولها، بالرغم من أن الجزائر كسبت هذه “الحُظوة” من خلال تكثيف النشاط الخارجي، لا على حساب المغرب ولا على حساب إفريقيا، كما يؤكده المتعاملون الأجانب، إنما تؤكد وثائقهم أن نزاهة التعاملات والالتزام بالاتفاقيات وراء نجاح الجزائر في جلب الاستثمارات الأجنبية.