خرج مئات المواطنين من الأحياء القصديرية والمساكن الهشة، شرق بلدية هراوة، التابعة إقليميا للدائرة الإدارية للدار البيضاء، شرق العاصمة، في تظاهرة عارمة ليلة أول أمس، على خلفية تحويل 1500 مسكن ببلدية هراوة، والتي أنجزت خصيصا للمواطنين القاطنين بالبيوت القصديرية والهشة إلى ولاية الجزائر ليستفيد منها غيرهم، ما أثار غضب المواطنين بهذه البلدية، حيث راحوا يقطعون الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين بلديتي عين طاية والرغاية بالحجارة والمتاريس، وإشعال العجلات المطاطية وجذوع الأشجار وغيرها. وحسب المواطنين المقصيين من هذا البرنامج السكني الضخم، ومن بينهم “محمود عبد القادر”، فإن هذه السكنات جاءت للقضاء على المساكن الهشة والقصديرية والسكنات المترامية عبر الحقول الفلاحية ببلدية هراوة، وذلك في إطار البرنامج الوطني الموجه لتسوية الوضعية الاجتماعية للسكان، حيث تم ضبط القوائم الخاصة بالسكن المعيشي، وتعليمات الترحيل، وإيداعها لدى المصالح الإدارية للدائرة بالرويبة، إلا أن هذا المشروع الذي انتظرناه طيلة سنوات، حولت وجهته لصالح سكان العاصمة، مؤكدا أنه لن يبرح أحد موقعه “حتى تعود إلينا حقوقنا ويصل صوتنا إلى القائد الأعلى في البلاد” يقول محدثنا. وقد توسعت رقعة الاحتجاجات إلى غاية منتصف الليل، بعد تدخل أعوان الدرك الوطني لمكافحة الشغب، الذين حاصروا المعتصمين، مما أسفر عن جرح نحو 16 دركيا، وعشرات المواطنين بينهم 4 أطفال، لا يزيد سنهم عن ست سنوات، ونصف أصيبوا بإغماءات، نتيجة استعمال أعوان مكافحة الشغب للقنابل المسيلة للدموع داخل المنازل، حسب شهادة المواطنين، كما تم إيقاف 8 مواطنين على خلفية هذه الاحتجاجات.