في حوار جمعنا بمسؤول الجمعية العربية التركية لرجال الأعمال بالجزائر، التركي محمد ساريسو، أكد لنا انبهار الأتراك بعذرية الاقتصاد الجزائري، واستعدادهم لاستغلالها مع الجزائريين في إطار الشراكة الاستثمارية، مع التعهد بنقل الخبرة والتكنولوجية الأوروبية وبأثمان رخيصة، ولكم أن تتابعوا تفاصيل الشراكة الميدانية بين البلدين، والعراقيل التي تواجهها بلدكم الأحسن إفريقيًا وعربيًا وخبرتنا الأوروبية سننقلها لكم بأرخص الأثمان تصنيع "شاسي" القاطرات لأول مرة في الجزائر وإطلاق أكبر مصنع للآجر بتڤرت بداية، ما هو دور الجمعية التي تمثلونها في السوق الجزائرية؟ نحن نؤدي دور التسهيل للجزائريين في علاقاتهم مع الأتراك، لبحث سبل الشراكة وفق معايير الجودة والنوعية، وتقديم خدمات ما بعد البيع، مع تسهيل مهمة اختيار المصانع من قبل الجزائريين الراغبين في الاستيراد أو التصدير من وإلى تركيا، ونقدم لهم معلومات أيضا عن مناخ الأعمال هناك، وذلك ما يساعد الاقتصاد الجزائري من جهة، لإقامة مشاريع بين البلدين، وأنا شخصيا كمسؤول لهذه الجمعية بالجزائر، أتابع منذ 20 سنة كل كبيرة وصغيرة عن السوق الجزائرية، ولقد جبت 48 ولاية، ولي علاقات مع مئات الشركات هنا. من أي ناحية يساعد هذا العرض وهذه الخدمات الاقتصاد الجزائري؟ ستستفيد الجزائر من التكنولوجية التركية، لأن تركيا متطورة وتطبق معايير أوروبية، بالنظر لخبرتها معهم وتعاملاتها الخاصة مع ألمانيا لعدة عقود، وهي تستخدم الجودة والنوعية وبأرخص الأثمان مقارنة بأوروبا، كما تتابع استثماراتها في مرحلة ما بعد البيع، كما تعرض خدمات عن بعد، بإصلاح الأعطاب من تركيا إلى الجزائر من دون تنقل إلى هنا، وبالتالي فنحن نطبق أسعار تركية بتكنولوجيات أوروبية. ولقد أسسنا عدة مشاريع منذ 20 سنة على التراب الجزائري، تقدر بنحو 20 مصنعا في مختلف القطاعات، ولدينا سمعة طيبة مع بلدكم، ولا نريد أن يخطئ المستثمر الجزائري في قراره عند شراء آلات مخالفة لطلباته، ونركز على الجودة، لهذا نحن موجودين هنا، ونرافق الجزائريين إلى تركيا لاختيار شركائهم الصناعيين أو التجاريين، وكل العمليات تكون مكشوفة وتسير بشفافية. نصدر إلى مالي والنيجر مواد البناء ونستورد منهما اللحوم والمواشي كم هو عدد الشركات الجزائرية التي رافقتموها إلى تركيا في إطار الشراكة؟ حوالي 50 شركة رافقناها خلال 5 سنوات مضت، دون احتساب ما سبق، وأقول لكم إن الجزائر سيصبح لها دور استراتيجي مهم بإعلانها توسيع ميناء "جن جن" بولاية جيجل، وإنجازها للطريق العابر للصحراء نحو إفريقيا، والذي يربطها بالنيجر والتشاد ومالي وصولا إلى أبوجا بنيجيريا. ولقد ذهبت شخصيا إلى تمنراست، وتحدثت مع قنصل كل من مالي والنيجر، وأكدا لي استيراد بلدانهم لمواد البناء والخرسانة من الجزائر، مقابل تصدير المواشي واللحوم إليها، لذلك نطمح وبالتعاون معكم للعبور إلى إفريقيا. ولدينا مشاريع في تمنراست حاليا لصناعة مواد البناء المنزلية، ونصدرها إلى مالي والنيجر، وتركيا تريد أن تستغل الطريق العابر للصحراء بالشراكة مع الجزائر للاستثمار في إفريقيا تجاريا وصناعيا، وبواسطتي سنبحث معا في هذا المجال لإيجاد السبل، لا سيما وأن الجزائر أحسن بلد عربي وإفريقي بالنسبة لنا. البرلمان التركي سيفصل في الغرفة التجارية المشتركة ماذا عن مكتبكم "ترالكوم" الذي يعد بمثابة وسيط ومنسق بين البلدين؟ يعتبر المنسق الحقيقي بين البلدين في إطار العلاقات المتبادلة، ولدينا مجلة للتعريف بمنتجات بلدنا، ولنا أمل في تأسيس غرفة تجارية مشتركة. ولقد تحدثنا إلى سفير تركيا بالجزائر، ونحن ننتظر ردّ البرلمان التركي على الاقتراح، ونؤدي في مهمتنا دور المترجم لتجاوز مشكلة اللغة. وماذا عن مصنعكم هنا بالجزائر؟ هو مصنع جزائري-تركي لتصنيع القاطرات لكل المركبات، وذلك عبر "صاف تريملر" بواد السمار بالعاصمة، وصناعتنا محلية جزائرية، ونستورد قطع الغيار من الخارج، ونتمنى أن تساعدنا حكومتكم في التسهيلات الجمركية عند استيرادها، وإنصافنا بدل تشجيع التقليد الصيني، لأننا نصنع ونوظف جزائريين، ونؤدي كل واجباتنا بالتفصيل. كما نتوقع بلوغ 350 عامل قريبا، مع تدريبهم على مقاييس التصنيع، ولدينا حاليا طاقة إنتاج 20 قاطرة شهريا. قلتم خلال دردشتنا معكم، إنكم تصنعون ولأول مرة في الجزائر الرقم التسلسلي للقاطرات لأي طراز "الشاسي"، فكيف ذلك؟ نعم، نحن نصنع هذا الرقم التسلسلي "الشاسي"، ولأول مرة يتم تصنيعه في الجزائر، ويتم ذلك بتكنولوجيات تركية بحتة، لأن مصانع هذه الأرقام متواجدة في 3 مناطق في العالم منها تركيا. وأقول لكم إن هذا الرقم مخصص لمختلف أنواع القاطرات وبمعايير أوروبية، وبمواد أولية تركية، وفي هذا نريد أن ننسق مع جزائريين لتصنيع عدة منتجات هنا بدل استيرادها من تركيا، ومثال على ذلك تصنيع صفائح البلاستيك المقوى "بي.في.سي"، المستخدمة عند الطبع في إنتاج مواد البناء أو منتجات أخرى، وسنتفاوض مع جزائري لتصنيعها هنا، وتسويقها محليا، وكذا تصديرها إلى بلدان أخرى من زبائننا بالخارج. من خلال حديثنا إليكم، يبدو أن لكم تحركات كثيرة لتوطيد العلاقات بين البلدين؟ لدينا إرادة كبيرة نحو الجزائر، وميدانيا أنشط بين عدة ولايات، وذلك ما أدى إلى إطلاق عدة مصانع، منها أكبر مصنع للآجر تم إنجازه مؤخرا بتڤرت بولاية ورڤلة، كما ننشط في الزيارات المتبادلة، ونتعامل أيضا مع الأتراك المستثمرين هنا في الجزائر بمختلف القطاعات، ونريد تكوين شبكة رجال أعمال للاستفادة من خبرتنا، ومن تكنولوجيات تركيا مباشرة من دون وساطة، ونحن على اتصال وتواصل لتجسيد ذلك. ماذا تريدون من الجزائر مقابل هذه التحركات؟ نريد أن ننجز برنامجا لصناعات بلدنا بالجزائر مع 1270 مصنع تركي، ونريد أن تمنحنا الجزائر فرصة استكمال مشاريعها في قطاع الأشغال العمومية، لا سيما وأن شركة مثل مصطفى يونتال التركية تصنع آلات وماكنات متطورة لإنتاج أنابيب الخرسانة والأرصفة، وهي تسعى للتعامل مع جزائريين، وتموينهم بماكناتها لإنجاز مشاريع الأشغال العمومية، مع اختصار 50 سنة من الإنجاز مقارنة بالعمل اليدوي. ولقد تجولنا في الجزائر، وكم انبهر الأتراك بعذرية اقتصادكم، وهم يرغبون في أن تشاركوهم في بحر خبرتهم، ويكفي أن هناك آلة واحدة مثلا، تصنع الطوب وعدة مواد للبناء وكذا أنابيب الخرسانة، ويكفي استعمالها مع التدرب عليها لإنتاج طلبات السوق اليومية، وذلك ما تحتاجه الجزائر حاليا، لأن اقتصادها يتطلّب 50 سنة من الإنجاز للنهوض به، والأنظمة التركية تساعدها على اختصار هذه المدة.