دعا المشاركون في المعرض التركي العائم الذي اختتمت فعاليته أمس بالجزائر إلى استغلال مثل هذه المعارض والمناسبات التجارية لتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية وإبرام اتفاقيات شراكة بين الجزائر وتركيا، حيث عبر العديد من رجال الأعمال الأتراك عن استعدادهم لإقامة شراكة واستثمارات بالجزائر التي يعتبرونها سوقا خصبة وواعدة في شمال إفريقيا. أكدت السيدة أفرن أعكبابا مسيرة المعرض التركي العائم "بلو ايكسبو" في تصريح ل "المساء" أمس عزم الشركات التركية المشاركة في هذه التظاهرة على إقامة استثمارات وشراكة في الجزائر في عدة ميادين منها البناء، تسويق التجهيزات الطبية وعتاد المستشفيات وغيرها من التجهيزات المنزلية، مشيرة إلى أن حوالي 80 بالمائة من المؤسسات المشاركة في الصالون تتعامل حاليا مع الجزائر. وفي هذا السياق، أضافت المسؤولة أن هذا الصالون في طبعته الثانية بالجزائر مكّن من استقطاب عدد كبير من الزوار ورجال الأعمال الجزائريين المهتمين بالشراكة مع المؤسسات التركية. مشيرة في هذا السياق الى أن تنظيم مثل هذا الصالون يعد فرصة لتقوية علاقات الشراكة والعلاقات التجارية مع الجزائر لجعلها ترقى إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين، علما أن الاستثمارات التركية في الجزائر حاليا تمثل ما قيمته 300 مليون دولار وتتركز في مجالات البناء، الأشغال العمومية، الري، والصناعات الغذائية. وكان سفير تركيا بالجزائر، السيد بيغالي، أكد خلال تدشينه لهذا المعرض أول أمس أن هذا الحجم من الاستثمارات غير كاف بالنظر إلى العلاقات التقليدية الممتازة بين البلدين. مضيفا أن تشغيل مصنع لإنتاج الحديد والصلب عن قريب بقيمة 300 مليون أورو من شأنه تعزيز هذه الاستثمارات. مشيرا إلى أن الإجراءات الجديدة المعتمدة في مجال الاستثمار الأجنبي خاصة ما تعلق بإلزام إشراك شريك وطني يحوز على الأغلبية "لا تشكل عائقا بالنسبة للمستثمرين الأتراك". من جهة ثانية؛ أكدت مسيرة الصالون أن الطبعة الأولى للصالون التي نظمت سنة 2008 بالجزائر سمحت بإبرام عدة اتفاقيات شراكة بين الشركات التركية والجزائرية في ميادين السياحة، البناء، المقاولات، صناعة المكائن، الصناعات البترولية، ديكور المنازل، زيوت السيارات، والعتاد الطبي، بالإضافة إلى تجهيزات المطابخ والحمامات. ومن المنتظر أن تشارك في هذا الصالون سنة 2011 شركات جزائرية ستنتقل مع نظيراتها التركية إلى كامل البلدان التي سيزورها المعرض العائم. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض الذي أطلقه الزعيم التركي كمال أتاتورك لأول مرة سنة 1926 قبل توقيفه إلى غاية سنة 2007 يجمع 78 شركة تركية تنشط في عدة قطاعات خاصة منها التجهيزات الصناعية، مواد البناء، التجهيزات الطبية والتزيين. وهو المعرض الوحيد في العالم الذي ينظم على متن سفينة متنقلة تحط الرحال بموانئ العالم، وذلك على متن سفينة "أنقرة" التي رست بالرصيف رقم 11بميناء الجزائر العاصمة. وغادرت سفينة أنقرة للمعرض العائم أمس ميناء الجزائر متوجهة إلى المغرب لنفس الغرض بعد أن حطت الرحال بكل من مصر وليبيا في خطوة لترقية العلاقات الاقتصادية مع دول شمال إفريقيا.