طموحات لاحتلال إحدى المراتب الأولى والتخلي عن نصف التعداد الحالي لا يختلف اثنان من المتتبعين لشؤون الكرة المستديرة في بلادنا، أن شباب باتنة يعد واحدا من الفرق الجزائرية العريقة، والأندية العريقة لا تموت كما يقال، فرغم المشاكل التي عانى منها النادي الموسم الأخير، أبرزها عدم الاستقرار خاصة على مستوى العارضة الفنية، إلا أن حقيقة الميدان عاكست كل الحسابات السلبية لتسقطها في الماء، ويعود “الكاب” بسرعة إلى حظيرة الكبار ليؤكد أحقيته لنيل شهادة الصعود في مجموعة صعبة. شباب باتنة عاد بعد غياب قصير، سنة واحدة، ليكون الموسم المقبل واحدا من منشطي بطولة الوطني الأول المحترف وبطموحات كبيرة للقائمين على شؤونه وفي مقدمتهم الرئيس الشاب فريد نزار. القليل من كان يراهن الموسم المنقضي على تحقيق شباب باتنة لهدف الصعود، فحتى من كانوا يسيرون شؤون النادي والأنصار برز الخوف عليهم، وهم يجابهون مشاكل بالجملة، فكان الصعود بمثابة المعجزة نظرا لحالة اللاّاستقرار، وصراعات وسط مجلس الإدارة سريعا ما تم التحكم فيه، بيد أن أمور الطاقم الفني هو الذي كان معقدا ويكفي أن الفريق أشرف على عارضته الفنية أربعة مدربين في موسم واحد. وعلى حد تعبير الرئيس نزار، فإن تحقيق الصعود لم يكن ضربة حظ بل كان مخططا له بعد رحلة شاقة ومواجهة فرق تقاسم “الكاب” نفس الطموح يضاف إليه داربي الأوراس الذي يحسب له في باتنة ألف حساب، فالرحلة كانت متعبة لتبرز تضحيات اللاعبين الشبان والمسيرين وحتى المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق، ولو أن الحظ لم يكن مع أغلبهم باستثناء تبيب رجل المطافئ الذي استطاع أن يضع التشكيلة على السكة الصحيحة ويحقق نتائج فاقت كل التكهنات، حيث لم ينهزم منذ التحاقه بالنادي إلا في لقاء واحد. باتنة عاشت الأفراح مؤخرا على وقع عودة “الكاب” إلى حظيرة الكبار، ولو أن أفراح الشواية كانت منقوصة كونهم كانوا يطمحون مع مرور الجولات إلى الظفر باللقب خاصة بعد هزيمة شباب قسنطينة في باتنة وهي الوحيدة للرائد طيلة الموسم، وكذا الإطاحة بمولودية باتنة في الداربي الأخير، فوزان أعطيا ثقة كبيرة لرفقاء بوحربيط في إمكانية لعب ورقة اللقب، غير أن الأمور سارت عكس ذلك ولم يكف التعادل الذي عاد به الفريق في جولة إسدال الستار أمام المحمدية في تحقيق ولو المرتبة الثانية التي ذهبت لنصر حسين داي. والأهم إلى جانب العودة السريعة إلى حظيرة الكبار، أن عشاق اللونين الأزرق والأحمر نجحوا في صنع طقوس احتفالية جميلة بباتنة وإقامة أعراس وفق تقاليد المنطقة، فدوت الأغنية الشاوية في سماء الأوراس احتفالا بنجاحات “الكاب” الطامح إلى لعب الأدوار الأولى الموسم المقبل وعدم الاكتفاء بالمشاركة وتجنب السقوط. 4 مدربين تعاقبوا على الفريق في موسم صعب تعاقب أربعة مدربين على العارضة الفنية لشباب باتنة في موسم مميز، ليس بحكم تحقيق الصعود ولكن لأن “الكاب” شارك لأول مرة في تاريخه في منافسة قارية وخرج بشرف كما نتذكّر على يد النصر الليبي القوي وصاحب التجارب الإفريقية. المدربون الأربعة الذين قادوا الشباب ترك كل واحد منهم بصماته، فالبداية التي كانت تحت قيادة الدكتور بوعراطة الذي قاد التحضيرات ورمى المنشفة قبل انطلاق البطولة ليعين يعيش الذي حاول تحقيق انطلاقة قوية غير أنه فضّل المغادرة نتيجة مشاكل عائلية، كما أطلعنا الرئيس فريد نزار، ليلتحق بعده الشاب بوفنارة الذي بذل كل ما بوسعه لتجاوز المشاكل العالقة وكان وراء تحقيق بعض النتائج الإيجابية بما فيها ما حدث في المنافسة الإفريقية قبل أن يجد نفسه محاصرا بنتائج سلبية أثارت غضب الأنصار، فكان الرحيل، ليستنجد برجل المطافئ تبيب الذي نجح حيث فشل الآخرون ولم ينهزم في باقي المقابلات باستثناء لقائه ضد القبة وحقق الكاب معه الصعود. والملاحظ أن شباب باتنة احتل المرتبة الثالثة ليحجز مكانه ضمن الكبار بعد أن حقق 14 انتصارا وتعادل في 9 مناسبات وانهزم 7 مرات. وهي حصيلة مكّنته من خطف الصف الثالث.