سمعت أحدهم ذات يوم يقول: إن رفع حالة الطوارئ سينقص الحواجز غير المزيفة على الطرقات! ولست أدري من أين جاء هذا المسكين بهذا الحلم الجميل؟! الحواجز الأمنية على الطرقات.. وخاصة عند حواشي العاصمة أصبحت لا تطاق.. شباب من الدرك والشرطة في عمر الزهور تلفح أجسامهم حرارة الشمس الحارقة! بعضهم اختار الأنفاق على الطرقات ليقيم الحواجز.. هربا من لفح الشمس.. لكنهم يتنفسون بصعوبة جراء التلوث الهوائي في هذه الأنفاق بعوادم السيارات! الشباب في البلدان الأخرى.. يرقص ويعرس ويستمتع بالحياة.. أما شبابنا فيحرق في الحواجز إما قائما على نصب هذه الحواجز 24 ساعة على 24 في اليوم أو يقضي وقته في طابور السيارات عند هذه الحواجز! أحد الشباب سألته لماذا اشتعل رأسك شيبا وأنت صغير.. قال لي ضاحكا: من الوقوف في الباراجات بالسيارة! الحواجز على الطرقات أصبحت منذ سنوات تطرح مشكلة كبرى في البلاد.. لأنه ليس من المعقول مثلا أن تقطع المسافة بين قسنطينة والأخضرية في ظرف 3 ساعات، في حين تقطع ثُمن هذه المسافة (50 كلم) في ظرف 4 ساعات! هل يعقل أن تقطع 400 كلم في ظرف 3 ساعات وتقطع 50 كلم في ظرف 4 ساعات.. هل هذا أمر طبيعي؟! ثم لماذا لا توجد الباراجات في الطريق نفسه عندما تخرج من العاصمة باتجاه الأخضرية أو باتجاه قسنطينة؟! لماذا الباراجات الأمنية لا تقام إلا أمام الداخلين للعاصمة؟! هل العاصمة هي وحدها المستهدفة بالإرهاب وتجب حمايتها؟! وهل حماية العاصمة بهذه الطريقة.. طريقة الباراجات.. وسيلة فعالة في مكافحة الإرهاب؟! هل سمعتم مرة واحدة أن إرهابيا واحدا تم إيقافه بهذه الباراجات؟! ومن مضحكات مسألة المرور عندنا أننا نجد على الطرق عند مداخل العاصمة علامات مرور تقول: تذكر السرعة لا تتجاوز 80 كلم في الساعة والحال أن السيارات تسير بسرعة 80 مترا في الساعة وليس 80 كلم في الساعة؟! نحن البلد الوحيد في العالم الذي تتم فيه إقامة حواجز أمنية على الطرقات السريعة بطريقة مقلقة! تجعل السرعة محددة ب80 مترا في الساعة! نحن لا نشكك في جدية الإجراء لمكافحة آفة الإرهاب.. لكن مظاهر الإزعاج الكبير الذي يشكله هذا الإجراء في سياق السير العادي لحركة المرور يجعل إعادة النظر في فعالية ونجاعة مثل هذه الحواجز أكثر من ضرورة! وحتى وإن كانت هذه الحواجز فعالة في مكافحة الإرهاب فهي أيضا مقلقة لحركة المرور بصورة غير معقولة؟! لأن غلق الطرق المؤدية للعاصمة بهذه الصورة المؤسفة يثير ردود فعل لدى المارة قد لا نقدر آثارها على الناس!