وصف نبيل قروي، مدير قناة "نسمة تي في" التونسية، ما يحدث في ليبيا حاليا، بالحرب المدنية، وقال عن ثورة بلده "إنها زلزال خطير"، مؤكدا أن ذلك قد أخلط عليهم الأوراق التجارية والتسويقية للقناة، معلنا عن سياسة جديدة لاستقطاب المشاهدين، لا سيما وأن القناة - حسبه - تمتلك نحو 9 ملايين مشاهد جزائري يوميا أوضح نبيل قروي في ندوة نشطها، أول أمس، بفندق سوفيتال بالعاصمة، أن كل الشائعات التي روّجت لها بعض المواقع الإعلامية، بخصوص مسايرة القناة لحكم الرئيس الفار، زين العابدين بن علي "لا صحة لها، ولم نركب يوما الثورة، ولم نكن في صف بن علي، وكيف نكون في صفه، وهو الذي قمعنا، لدرجة أنه تدخّل أمنيا وأوقف حصة وروبورتاج عن قرية سيدي بوزيد، خلال شهر ديسمبر، بعد وقوع الحادثة المؤلمة مع الشاب البوعزيزي، وبعدها ذهب نهائيا"، مضيفا أن ثورة الياسمين قد أثرت كثيرا على مردود القناة من الناحية التجارية، لكن بعد شهر مارس الأمور بدأت تتحسن تدريجيا "ونحن الآن نحضّر لبرامج رمضانية بباقة مميزة، تتكوّن من 12 حصة، تتوزع على الفكاهة والطبخ وحصص الترفيه، وأخرى لمناقشة المواضيع الاجتماعية، يحضر فيها الفنان الجزائري بقوة". وأشار قروي إلى إعجابه الكبير بالجزائريين، بالنظر إلى إقبال نحو 9 ملايين مشاهد منهم يوميا على قناة "نسمة"، لا سيما خلال شهر رمضان، يضافون إلى 6 ملايين مشاهد من تونس، المغرب، ليبيا وفرنسا، ولم يذكر قروي موريتانيا، لكونها - حسبه - لم تجد بعد ضالتها في المجال الإعلامي، ولحديثه أيضا باللغة التجارية، واهتمامه أكثر بالأسواق المربحة. وبالرغم من أن الجزائر لم تمنحه بعد الاعتماد والتصريح له بإمكانية التمثيل وإعداد حصص للقناة على التراب الإقليمي، إلا أن قروي ينظر إلى عدد المشاهدين ويلح على ضرورة التعامل مع الجزائر دولة وشعبا، ولا يزال يتفاوض من أجل كسب الاعتماد في القريب العاجل، خصوصا وأن قناة "نسمة" تتجهّز حاليا لمزج الثقافات المغاربية، وهي مستعدة لبناء جسور التواصل بين شعوب هذه الدول، ويحضر حاليا أيضا لبرنامج تمثيلي يريد أن يجمع فيه مختلف الممثلين من الدول المغاربية في أعمال موحدة وبأفكار موحدة أيضا، فيما أعلن عن ترحيبه وبروح تنافسية بالقناة المتوسطية الجديدة "بور تي في"، مؤكدا أن ذلك سيرفع من بورصة الممثلين، حيث اختطفت هذه الأخيرة الفنانة بيونة من قناة "نسمة"، كما سيرفع ذلك من قيمة الإعلاميين والصحفيين، وسيُفتح المجال للمحللين والخبراء والشباب أيضا، لتقديم آرائهم وطرح جديدهم، وهذا حسبه قليل، حيث هناك 5 قنوات تنشط على المستوى المغاربي "في حين نحن بحاجة إلى 25 قناة، لا سيما وأن الوطن العربي يضم 480 قناة، والمنافسة على أوجها حتى مع الغرب". ويفكر قروي في إنشاء قنوات أخرى، ويرغب في إبرام عقود الشراكة مع الجزائريين في ذلك، مستهدفا مشاريع إقامة قنوات خاصة بكل بلد، تتماشى وتوقيته المحلي.