عزوف الجمهور له علاقة بأداء البطولة وتراجع بورصة المحترفين اهتدت الشركات المحلية والأجنبية الناشطة في السوق الوطنية، إلى فكرة استدراج مغايرة للمستهلك، من خلال توظيف ممثلين معروفين في مختلف الإشهارات والومضات المبرمجة لشهر رمضان، عكس رمضان الماضي، حين كان لاعبو المنتخب الوطني نجوما لمختلف الإشهارات، لكن تهاوي بورصتهم من حيث إقبال الجمهور عليهم انعكس سلبا على الجانب الإشهاري. في جولة لنا وإطلالة مؤقتة لمعظم الإشهارات الرمضاينة، لاحظنا غيابا تاما لكل لاعبي الأندية المحلية ولاعبي المنتخب الوطني، بالنظر إلى تراجع مردودهم التجاري في بورصة تداولات اللاعبين، وهي نتيجة عزوف الجمهور عن نجوم "الخضر"، وعدم الإقبال على السلع التي يشهر لها هؤلاء عبر مختلف الومضات، لدرجة أنها انعكست سلبا على الشركات المشهرة بهؤلاء اللاعبين. ولقد تراوحت الخسائر بحسب أرقام تداولها خبراء في الميدان، بين مليون إلى 30 مليون دولار خلال سنة مضت. وتقول الأرقام التحليلية التي قدمتها إحدى وكالات الإعلام والإشهار المعروفة في هذا المجال، إن سوق الإشهار في الجزائر تراجعت وخسرت نحو 10 إلى 20 بالمئة، نتيجة هذا التوتر الذي خلفته خسائر المنتخب الجزائري، بما أن معظم الإشهارات سابقا، كانت تضم نجوم "الخضر" في ترويجها للسلع والخدمات على مستوى الأسواق المحلية وحتى الأجنبية، مثل فرنسا والدول الجوار، مثل تونس وليبيا، وعبر بعض القنوات والجرائد العربية. ولقد أسفر عزوف الجمهور عن تراجع مردود الإشهار أيضا من حيث التوسع ونشر ثقافة التسويق عبر الإشهار، ويقول خبير في المجال، رفض ذكر اسمه "الإشهار الرياضي، يتطلّب استثمار الأندية والفرق المحلية، وليس في انتظار الشركات الأخرى، ومن ذلك إنجاز مخططات لمشاريع تنموية من بيع الأقمصة وعتاد ومستلزمات الرياضة، وكذا انجاز فنادق والاستثمار في شبكات مناولة صناعية تربط هذه الفرق بمختلف الشركات المحلية والأجنبية، وكذا التعاون فيما بين الأندية تجاريا". ومن دون تفاصيل أكثر، حاول الخبير أن يعطي انطباعا إيجابيا عن الاقتصاد الرياضي في الجزائر، وبلغة الاستثمار تحدث عن الإمكانيات المتوفرة، والقدرة على الاستغلال بما تمتلكه الأندية من مقومات بشرية وأخرى مادية، تمكّنها من بناء شركات رياضية كبرى، تغنيها عن الإشهار غالبا. وفي سياق متصل، أكد الخبير أن تراجع الإشهار الرياضي لا يرتبط فقط بعزوف الجمهور عن اللاعبين، بل له علاقة مباشرة بأداء البطولة المحلية، وتراجع الجمهور عنها نسبيا هذه السنة، بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 بالمئة، وذلك للأداء الباهت أحيانا وتحول هذه البطولة - رغم أنها احترافية لأول مرة - إلى عنف ومتاجرة وتلاعب بالمباريات، وكذا عدم استئناف التعامل بالروح الرياضية بعد وقوع حوادث مؤلمة. وهذا التحول أنتج العزوف وأنتج أيضا تقلص الإشهار، لعدم رغبة الشركات في المجازفة في البطولة، بالنظر إلى طابعها العفن، بحسب تصريحات رؤساء الأندية ذاتهم، حيث يؤكدون شراء المباريات والتلاعب بصفقات اللاعبين، ما يثير مخاوف الشركات الاقتصادية عند الاستثمار.