كشف قادة حلف الناتو عن استراتيجيتهم في المرحلة القادمة تجاه الأزمة الليبية، التي يصنعها إصرار العقيد معمر القذافي برفضه الرحيل عن ليبيا. وأوضح الناتو أنه مستعد لتدمير المنشآت المدنية الليبية من خلال قصفها العشوائي للمباني التي تتحصن بداخلها قوات القذافي . ويؤكد الخبراء على أن ذلك سيؤدي إلى ”إبادة الشعب الليبي” سواء منه المعارض للقذافي أو الموالي له خبراء ل”الفجر”: ”حديث الناتو يندرج تحت الحرب الإعلامية للدفع بالليبيين نحو التمرد ضد القذافي” في آخر تصريحات لقادة الناتو قال الكولونيل رولاند لافوي الناطق باسم الحلف من بروكسل أن طائرات الحلف لن تتوانى في تحويل ليبيا إلى ”خراب” في حال توجهت قوات القذافي إلى الاحتماء بالمنشآت المدنية، محذرا من استخدام قوات القذافي للمنشآت المدنية ”كدرع” في الحرب التي يبدو أنه ستستمر لأشهر رغم بعض الجهود الدبلوماسية المطالبة بإيقاف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار لإنهاء الأزمة الليبية التي تتجه نحو” الكارثة الإنسانية” بسبب شح الوقود والدواء والمال. وقال الناتو إنه سيستهدف منشآت مثل المصانع والمستودعات ومواقع زراعية تستخدمها قوات القذافي لأغراض قتالية، ويأتي هذا التحذير بعد يوم من تنظيم الحكومة زيارة لموفدي وسائل الإعلام إلى شرقي طرابلس لتفقد ما قيل لهم إنه حطام عيادة طبية ضربتها طائرات الناتو، حيث أسفر القصف عن مقتل سبعة أشخاص. من جهتها أعلنت المعارضة الليبية تأسيس أول حزب سياسي في مدينة بنغازي التي تعتبر عاصمة المعارضة الليبية. وقال رمضان بن عامر، أحد مؤسسي الحزب، في مقابلة مع وكالة فرانس برس: ”نطلق على الحزب اسم ليبيا الجديدة لأن كل شيء قد تدمر”. وأكد أن حزب ليبيا الجديدة مدعوم من حوالي عشرين ألف مغترب يعيشون في الولاياتالمتحدة وكندا وألمانيا. ويؤكد عامر، المهندس في البتروكيمياء والذي درس في كاليفورنيا، أن حزبه يريد إقامة ديمقراطية فدرالية مع فصل واضح بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وفق النموذج الأمريكي. ويأتي تأسيس هذا الحزب في وقت يشدد فيه الخبراء على أن ليبيا تتجه نحو التقسيم الحتمي، الذي يفسره العجز الاستراتيجي الذي يقوده الناتو، خصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها مسؤولون غربيون مؤخرا حول إمكانية بقاء القذافي في ليبيا حال تنحيه عن الحكم لم تصدر بالتنسيق مع المعارضة. من جهته، اعتبر سامح راشد، الخبير السياسي في الشؤون العربية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات ل”الفجر”، أن اتجاه الناتو لإطلاق تصريحات حول استعداده اللوجيستي لقصف المنشآت المدنية الليبية في حال استخدام قوات القذافي لها، يندرج تحت سقف الحرب الإعلامية التي هي جزء أساسي من الحرب المسلحة التي يقوم بها الناتو ضد ليبيا استنادا للقرار الأممي رقم 1973. وأشار سامح إلى أن وضعية الناتو لا تسمح له بالقيام بمجازفة ارتكاب مجازر في حق الشعب الليبي من خلال القصف العشوائي في المرحلة القادمة تحديدا التي توصف بأنها حساسة وفق تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين وصفوا المشهد الليبي بأنه ”مأزق” كبير للناتو. وهو الأمر الذي أكدت عليه أماني الطويل الخبيرة في الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، مشيرة إلى جهود الناتو في تحقيق حظر جوي يدفع بالقذافي إلى إعلان الاستسلام والانسحاب باءت بالفشل رغم مرور أزيد من 5 أشهر. وأوضحت أن انتهاء الحرب سيكشف الكثير عن الدور الحقيقي الذي كان يقوم به الناتو من وفوق سماء ليبيا. مجلس انتقالي من خمسة أشخاص لإدارة ليبيا قالت تقارير إخبارية أمريكية أن واشنطن تعمل على إقناع النظام الليبي والمعارضة ممثلة في المجلس الوطني الانتقالي بقبول خطة لوقف إطلاق النار وتنحي العقيد معمر القذافي، حيث تجري محادثات الآن لتشكيل حكومة تقتسم السلطة في مرحلة انتقالية من نظام العقيد القذافي، وأخرى في المجلس الانتقالي لتشكيل مجلس رئاسي انتقالي من خمسة أشخاص لإدارة شؤون ليبيا في مرحلة انتقالية لا تتجاوز 18 شهرا.