المواقف : يصارع نظام العقيد معمر القذافي من أجل هوية دولية جديدة، تقطع له تذكرة نحو المجتمع الدولي الذي يدير له ظهره بقوة. وفي محاولة يمكنها وصفها باليائسة، أعلنت الحكومة الليبية، أمس الأول، تعيين عبد العاطي العبيدي وزيرا جديدا للخارجية، خلفا لموسى كوسة الذي كان يوما من أقرب مستشاري معمر القذافي وانشق عنه وفر إلى بريطانيا الأسبوع الماضي. وكان العبيدي وهو نائب وزير الخارجية في جولة خارجية لمناقشة حلول للأزمة في ليبيا. من جهته، لا يزال المجتمع الدولي يؤكد على ضرورة تنحي العقيد معمر القذافي. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، أمس، إن فرنسا تؤكد على ضرورة رحيل معمر القذافي، وتخوض قوات التحالف الدولية معارك أخرى سياسية من أجل تبرير تعرض مدنيين للقصف على يد قواتهم. وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الفرنسي واصفا العمليات العسكرية في ليبيا بالمعقدة قائلا: "العمليات العسكرية ازدادت تعقيدا بعد أن تبنت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي أساليب تزيد من مخاطر إصابة المدنيين". هذا ويتعين على حلف شمال الأطلسي الذي يتهمه المعارضون الليبيون بالبطء في شن الغارات الجوية، أن يتعامل مع حقيقة أن قوات القذافي غالبا ما تكون متمركزة في أماكن قريبة جدا من المدنيين. وقال جوبيه: "طلبنا رسميا ألا تكون هناك أضرار جانبية على السكان المدنيين". وأضاف: "من الواضح أن هذا يزيد من صعوبة العمليات". الأحداث : يصف الخبراء والمسؤولون الأمنيون الأوضاع في ليبيا بأنها غير واضحة، في إشارة إلى أن هناك مخاطر من تقدم القوات الثوار، التي لا تزال تصارع للاستحواذ على أراض جديدة، تؤمن لها تقدما سريعا نحو الهدف المحصن، طرابلس التي يتخذ منها القذافي عاصمته السياسية والقيادية، ويشكل وقوعها بين أيدي الثوار نهاية حتمية للعقيد معمر القذفي. هذا، ويعتبر الوضع في مدينة مصراتة الإنساني بالصعب في ظل تواصل قصف قوات القذافي لها، وهي المدينة الوحيدة التي لا تزال صادمة في وجهه كتائب القذافي منذ أسابيع. وتابع أنه سيناقش الأمر خلال بضع ساعات مع رئيس الحلف. وأضاف في حديث مع محطة "فرانس آنفو" الإذاعية "الوضع غير واضح. هناك خطر الدخول في مأزق". ومضى يقول: "من ناحية أخرى، ذكرت التقارير الإعلامية أن قوات معمر القذافي استعادت سيطرتها على مدينة الزاوية الساحلية الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً غربي العاصمة طرابلس بعد معارك عنيفة مع الثوار. وإلى الشرق، تواصلت المعارك في محيط مدينة البريقة النفطية بين الثوار وقوات القذافي. وتسبب القصف المركز لقوات القذافي في تراجع الثوار عن المدينة بعد ستة أيام من القتال. وفي بنغازي عبر عبد الفتاح يونس، وزير الداخلية الليبي السابق والقائد العسكري للثوار، عن خيبة أمله من تصرف حلف شمال الأطلسي تجاه أهل مدينة مصراتة، وعدم التدخل للدفاع عن المدنيين في المدينة التي تخضع لقصف متكرر من قوات القذافي. تصريحات يونس تأتي في وقت أعلن حلف الناتو أن ضرباته الجوية دمرت حتى الآن ثلاثين في المئة من القدرات العسكرية لقوات القذافي منذ بدء التدخل في ليبيا. من جهة أخرى، نظمت السلطات الليبية جولة للصحفيين في المدينة مساء أمس الأول، لإظهار أن المدينة تخضع لسيطرتها بالكامل، وأظهرت الصور حجم الدمار الذي أصاب المباني والمنشآت في المدينة جراء القتال العنيف الذي دار بين الطرفين على مدار الأسابيع الماضية. وظهرت صور عبر وسائل الإعلامية الليبية، مشاهد لعدد من المواطنين الموالين للقذافي وهم يلوحون بالأعلام ويرددون هتافات في الميدان الرئيسي في المدينة، هذا وكان الثوار قد سيطروا على الزاوية لعدة أسابيع، لكنهم فقدوا السيطرة عليها بعد معارك عنيفة وغير متكافئة في المدينة.