عرفت العديد من بلديات العاصمة ندرة في الخبز مع أول يوم من شهر رمضان الكريم، ما خلق أزمة حقيقية داخل المخابز، وزاد من عصبية المواطنين، الذين اضطروا إلى الانتظار لساعات في طوابير طويلة من أجل الحصول على الخبز، الأمر الذي زاد من تخوفهم من ندرة هذه المادة الضرورية خلال الشهر الفضيل تسببت الندرة المسجلة في مادة الخبز في اليومين الماضيين، في حالة من الفوضى على مستوى المخابز، بسبب الطوابير الممتدة إلى الشارع يشكلها مواطنون وقفوا في انتظار الخبز، في حين لجأ آخرون ممن يملكون سيارات للبحث عنه في مناطق أخرى. في هذا الإطار أشار يوسف قلفاط، رئيس الاتحاد الوطني للخبازين، في اتصال مع “الفجر” أمس، إلى أن الندرة سجلت فقط في بعض المناطق السكنية بالعاصمة على غرار بلدية سيدي امحمد، القبة، جسر قسنطينة وباب الوادي، كما سجل النقص أيضا على مستوى ولاية وهران. وأكد المتحدث أنه لن تسجل ندرة في مادة الخبز أيام رمضان القادمة وأن المخابز ستعمل على توفير هذه المادة الواسعة الاستهلاك طيلة أيام الشهر الفضيل، وحتى يوم العيد، واستبعد تسجيل النقص في الخبز في هذه الفترة، موضحا أن هناك بعض المناطق سجلت فائضا في الإنتاج مثل البليدة، وإن المشكل يطرح في اليوم الأول فقط من رمضان. وأشار قلفاط إلى أن الخبازين تعمدوا تقليل الإنتاج، في اليوم الأول من الشهر وذلك لتفادي حصول فائض، مشيرا إلى أن استهلاك الخبز ينقص في شهر الصيام، نظرا لأن المطاعم المدرسية ومطاعم الإدارات الحكومية والجامعات لا تطلب هذه المادة خلال الشهر الكريم، وهو ما ينقص الطلب ويدفع المخابز إلى إنقاص الإنتاج، بالإضافة إلى كون العائلات تقلل من استهلاك الخبز، فعوض تناولهم لعشر خبزات مقسمة على ثلاث وجبات يوميا، فهم يكتفون بشراء ثلاث أو أربع خبزات للفطور، زد على ذلك فإن أغلب العائلات الجزائرية لا تزال تحافظ على استهلاك الخبز التقليدي أو ما يعرف ب”المطلوع” المعد في المنزل. وأكد المتحدث أنه على اتصال مع الخبازين على المستوى الوطني الذين أكدوا سير الأمور على مايرام، من حيث إنتاج وتوزيع الخبز، مؤكدين عدم حصول ندرة أو نقص في الإنتاج خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، مشيرا إلى أن الخبازين قد أخذوا عطلتهم السنوية في شهر جويلية، تحسبا لتقديم خدماتهم طيلة شهر أوت. وأكد قلفاط أن المشكل لا يكمن في الندرة ولكن الخلل في الثقافة الاستهلاكية للمواطنين، حيث يزيد إقبالهم على الشراء في وقت واحد مما يخلق حالة من الفوضى والتشاحن داخل المخابز، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بمادة الخبز فالمشكل يطرح كذلك على مستوى محلات الخضر والبقالة.