حققت ولاية سكيكدة رقما قياسيا في إنتاج بذور القمح الممتاز وصلت إلى تسجيل أزيد من 700 ألف قنطار من القمح بنوعيه الصلب واللين، وهو أعلى إنتاج يحقق منذ عشرين سنة. وتوجد نسبة 70 بالمائة من هذه الكمية من القمح الممتاز وبذور القمح الموجهة لإنتاج الحبوب إذ أصبحت ولاية سكيكدة منذ بداية الألفية الحالية الممون الرئيسي ل 13 ولاية بشرق البلاد ببذور القمح الممتاز. وحسب حصيلة مديرية الفلاحة بالولاية، فإن إنتاج القمح بنوعيه الصلب واللين بلغ نسبة 70 قنطارا في الهكتار الواحد في بعض مناطق الإنتاج الرئيسية، في حين استقر معدل الإنتاج العام في حدود ال 50 قنطارا في الهكتار الواحد. وبزرع القمح والشعير في مناطق تتميز بقدرة عالية جدا وذات أراض خصبة قابلة لتطور الإنتاج ليصل، حسب المختصين، إلى 100 قنطار في الهكتار الواحد إذا ما استخدمت في هذه الزراعة الأساليب والطرق التقنية العصرية الممارسة في دول العالم المشهورة في هذه الزراعة. وتنحصر الزراعة في سهول سيدي مزغيش ومجاز الدشيش والصفصاف وبني ولبان وأم الطوب، ومع أن ولاية سكيكدة لم تصنف بعد ضمن الولايات الرئيسية المنتجة للحبوب على المستوى الوطني، إلا أن توسيع زراعة الحبوب الشتوية والاستعانة بالري الصغير والمتوسط وتحويل مياه سد زيت العنبة الكائن ببلدية بكوش لخضر لسقي مساحات كبيرة من هذه الزراعة الأساسية يرشح الولاية لتكون في المستقبل القريب من بين المصادر الرئيسية في تزويد المزارعين على الأقل على مستوى الجهة الشرقية للوطن ببذور الحبوب الممتازة لزراعة القمح والشعير وأعلاف الماشية تتم حاليا في مساحة تقدر ب5 آلاف هكتار، يحتل القمح فيها نسبة 70 بالمائة بمساحة تزيد عن 3 آلاف هكتار، والباقي هو موزع بين القمح اللين والشعير. تطور هذه الزراعة خلال السنوات العشر الأخيرة واهتمام المزارعين بها على حساب زراعات ظلت تتميز بها الولاية، كالحوامض والزيتون والبطاطا والخضر والفواكه، أصبحت مثار قلق وجدل بين المنتخبين والهيئات المحلية الرسمية من جهة والمكلفين بقطاع الفلاحة بالولاية من جانب ثان، حيث أودى عزوف الفلاحين عن زراعة الحوامض والخضر، خاصة إلى تدني إنتاج البطاطا والبرتقال بأنواعه الأربعة إلى مستويات خطرة ومقلقة. وتطالب المجالس البلدية والمجلس الشعبي الولائي مصالح الفلاحة بعدم الخروج عن الخصوصيات الفلاحية للمنطقة والبقاء في دائرة إمكانياتها المادية والجيوفيزيائية.