واصل، لليوم الثاني على التوالي، سكان بلدية برج الصباط، الواقعة على بعد 61 كلم غرب عاصمة الولاية ڤالمة، احتجاجهم بإقدامهم على غلق جميع المنافذ المؤدية إلى البلدية، كما تم غلق الطريق الولائي رقم 27 الرابط بين بلدية برج الصباط ووادي الزناتي وكذا الطريق البلدي رقم 33 الذي يربط برج صباط ببلدية عين رقادة في وجه حركة المرور، مستعملين الحجارة والمتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية. وقام أصحاب المحلات التجارية بغلق محلاتهم التجارية، معبرين عن مدى تذمرهم من الوضع الذي آلت إليه حالتهم في هذا الفصل الحار. وعقب استمرار موجة الغضب، تدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريق المحتجين باستعمال الغازات المسيلة للدموع قبل أن يدخلوا في مواجهات مع المواطنين المحتجين، الذين استعملوا بدورهم الحجارة ضد أعوان الدرك. هذه المواجهات أسفرت عن وفاة شيخ يبلغ من العمر 64 سنة، ويتعلق الأمر بالمسمى "ص. م" غير أن الوفاة تظل مجهولة الى غاية انتهاء التحقيق، في حين تحدثت مصادر من عين المكان عن إصابات في صفوف المحتجين وعناصر مكافحة الشغب، أغلب هذه الإصابات حروق بالمياه الساخنة واختناقات بالغاز وإصابات بالحجارة، أين تم نقلهم الى مستشفى وادي الزناتي لتلقي العلاج. يحدث هذا في الوقت الذي تم فيه انسحاب تام، فجر أمس، لقوات مكافحة الشغب لبلدية برج الصباط، فيما لايزال السكان مصرين على حضور المسؤول الأول عن الولاية للوقوف على معاناتهم اليومية بهذه البلدية التي اعتبرها السكان انها تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة في ظل غياب كلي للمشاريع التنموية، التي من شأنها رفع الغبن عن أبناء المنطقة. كما طالب السكان خلال حديثنا معهم بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة التي راح ضحيتها شيخ في العقد السادس، وبرحيل المجلس الشعبي البلدي، وكذا رحيل رئيس فرقة الدرك لبرج صباط، وكذا رئيس مصلحة الجزائرية للمياه بوادي الزناتي. للاشارة، فإنه الى غاية كتابة هذه الأسطر لاتزال الأجواء مشحونة.