لا يزال سكان منطقة بني فرح الجبلية ببلدية بني ياجيس بولاية جيجل تعيس الفقر والحرمان، حيث تعاني العائلات المتبقية التي رفضت الهجرة مرغمة بسبب ظروفها الاجتماعية البائسة وتعيش حياة جد بدائية، أين تبقى القناديل الزيتية والشموع ملاذهم الوحيد الذي ينير لياليهم الحالكة، في انتظار استقادة السكان من مشروع للكهرباء الريفية أين يمكن للطفل في بني فرح أن يشاهد الرسوم المتحركة كغيره من أطفال الجزائر. ويضاف إلى كل هذا تلك المعاناة التي يتخبطون فيها خلال فصل الشتاء خاصة، إذ يجبرون على عبور وادي جن جن رغم الخطر الذي يتهددهم، جراء عدم وجود معبر يحميهم، وهو ما أدى إلى فقدان 08 أشخاص بعد أن جرفتهم مياه الوادي، آخرهم كان قبل سنتين حسب تعبير السكان، دون الحديث عن تدهور سكناتهم التي لم تعد صالحة للعيش بداخلها، حيث هي عبارة عن أكواخ لا تقي من حر الصيف أو برد الشتاء. ويعاني السكان من أزمة خانقة في مياه الشرب ورحلة البحث اليومية عن قطرات الماء في شعاب وينابيع المنطقة الوعرة المسالك. أما الخدمات الصحية فهي منعدمة، وإن توجعت امرأة حامل، فإن حياتها تبقى في خطر إن لم تضع مولودها بطريقة تقليدية أو في الطريق قبل الوصول الى مستشفى عاصمة الولاية بوسائل بدائية جدا، وأحيانا يتم الاستعانة بالأحمرة لنقل المرضى. ونظرا لهذه الوضعية المزرية، كان والي الولاية السيد علي بدريسي في زيارته الأخيرة للمنطقة قد أمر مديريتي الأشغال العمومية والطاقة والمناجم ودائرة جيملة بالتكفل بالانشغالات التي طرحها سكان منطقة بني فرح ببلدية بن ياجيس في أقرب الآجال، كما دعا المعنيين لإعداد تقرير مفصل عن وضعية العشرين عائلة التي لا تزال بالمنطقة تواجه كل أنواع البؤس والحرمان، مؤكدا على تجسيد سياسة الدولة الرامية إلى تشجيع واستقرار وعودة المواطنين إلى مناطقهم الاصلية بقرى وجبال الولاية.