]بات ليل رمضان بمدينة البليدة شبيها بنهارها، إن لم يكن أكثر حيوية، وذلك غداة انقضاء ما تبقى من أيام الشهر الفضيل، حيث تحولت أنظار العائلات إلى ما جادت به أرفف المحلات من ملابس للعيد، فيما تتوجه السيدات إلى كل محل له علاقة بما وجب تحضيره من حلويات العيد، ومبدؤها في ذلك أن الوقت يمضي بسرعة ولابد من تداركه شوارع البليدة وأزقتها، سواء بباب الرحبة أو باب السبت، لم تعد تخلو من الزبائن، و الداخل إلى هذه الأخيرة بعد ساعة من الإفطار سيفاجئ حتما بحجم ارتياد المواطنين لها.. هو ما وقفنا عليه في زيارة ليلية إلى باب الرحبة و”بلاصت التوت” التي عرفت في رمضان هذا العام أبهى أيامها في ظل الإقبال الكبير للمواطنين والعائلات عليها، إذ تزينت معه نافورة أشهر ساحة بالولاية بالأضواء والمياه التي تخلق جوا حماسيا للأطفال الذين باتوا يستمتعون بركوب صهوة جواد اختار صاحبه المكان لكرائه للراغبين في الاستمتاع أكثر فأكثر بليل رمضان في مدينة خالفت قواعد المكوث بالبيت.. وهو ما يرحب به الباعة الفوضويون بصدر رحب، حيث احتلوا حافة الأرصفة وغالبية الأزقة لعرض سلعهم التي أرادوها أن تتماشى ومناسبة العيد. كما أن أغلبيتهم من الشبان الذين تتعالى أصواتهم بأسعار سلعهم لتشجيع الزبائن على الاقتراب منهم، ويجد الداخل إلى محيط باب الرحبة صعوبة في الوصول إلى ساحة التوت كون هؤلاء فرضوا شبه حصار على كل المسالك المؤدية إلى ساحة المدينة، فيضطر ذلك العارفون بالمكان إلى تجاوز تلك الأزقة والولوج إلى الساحة من الطرقات الرئيسية إليها، وهو ما يعني التمتع بأجواء رمضانية خاصة تزيد من رونقها أصوات الحق التي تصدح من أشهر مساجد البلدية العتيقة، على غرار البدر والكوثر والحنفي، وقد وصل فيها ختم كتاب الله الكريم إلى آخر المطاف، ليودع معه الصائمون ومرتادو المساجد رمضانا يأملون أن يكون فيه الفعل الطيب والصوم المقبول قد احتسب بأجر كامل غير منقوص، لينتظروا بعدها فرحة يوم العيد.. في مدينة تعيش فرحة رمضان وتستعد لاستقبال عيد الفطر على وقع سهرات قاطنيها.