أحصت محافظة الغابات بولاية عنابة، خلال السنة الجارية، 40 مخالفة ارتكبها العديد من المواطنين يقطنون بمختلف البلديات ضد العقار، والذي تم استغلاله في بناء سكنات فوضوية وأكواخ قصديرية على أراض تابعة لأملاك الدولة. كانت المديرية الولائية للغابات قد أدرجتها في إطار استحداث برامج تنموية تساهم في استقرار سكان الأرياف الذين كان قد هجّرهم الإرهاب خلال العشرية السوداء. ولاحتواء الوضع الراهن أحالت محافظة الغابات هذه القضايا على العدالة، والتي من المنتظر أن تنظر في ملفات أصحابها الذين كانوا قد انتهكوها خلال الأشهر الماضية، قبل أن يحولوها لأغراضهم الخاصة. وفي سياق متصل تمكنت ذات الجهة من استرجاع كميات معتبرة من الفلين تم ضبطها في شاحنات خصصها أصحابها في عملية التهريب للولايات المجاورة. وحسب مصادرنا فإن عملية مطاردة عصابات تهريب الثروة الغابية تمت بحدود سرايدي والتريعات، بالإضافة إلي منطقة برحال التي تعاني هي الأخرى من النهب العشوائي لأشجارها وغاباتها الكثيفة. وعلى صعيد آخر نصبت محافظة الغابات لجانا خاصة، وهي عبارة عن فرق لأعوان حراسة الغابات، من أجل تطويق المناطق الغابية والمحيطات الفلاحية التي تحيط بها أشجار الصنوبر والفلين وحتى غابات الزيتون. وبلغة الأرقام، حسب مصدر من مديرية الغابات، فقد تم إحصاء أكثر من ألف كوخ قصديري بالأراضي الغابية، الأمر الذي أدى إلى إجهاض 30 مشروعا استثماريا من شأنه توفير 3 آلاف منصب شغل للبطالين وحتى سكان المداشر والقرى البعيدة. أما فيما يتعلق بالحرائق التي أدت إلي هلاك مئات الهكتارات من الغابات بأعالي سرايدي ومنطقة سيدي عيسي، فقد فتحت المصالح الأمنية تحقيقات لوضع حد لمثل هذه التجاوزات الخطيرة التي ساهمت في إجهاض القطاع الاستثماري وتراجع معدل النمو الاقتصادي بنسبة 60 بالمائة علي المستوي المحلي. وأمام تزايد رقعة القصدير بولاية عنابة، تبقى الفضاءات الغابية عرضة للهلاك من طرف العصابات المجهولة.