هناك بعض التغييرات في بعض الأوضاع التي قد تؤثر على الطفل، مثل تغيير الوظائف وانفصال الوالدين والانتقال لمدرسة جديدة، فمثل تلك الأمور تكون صعبة على الطفل وكل أفراد العائلة الذين سيضطرون لبدء حياة جديدة في مكان آخر، كما أن آثار تغيير الأوضاع أو الانتقال من مكان لآخر على الأطفال ما قبل سن المدرسة تكون أكثر تعقيدا، فالطفل الصغير في العادة يكبر وسط بيئة مستقرة وروتين معين ومعروف، ولذلك فإن انتقالهم إلى مكان آخر يحتم عليهم أن يبدؤوا من جديد في تعويد أنفسهم على كل شيء جديد والتأقلم مع العديد من الظروف المختلفة. كما يعتبر الانتقال من مكان لآخر ومن منزل قديم لآخر جديد، يعني أن الطفل سيغير كل ما هو مألوف له ومحيط به، وهو الأمر الذي قد يكون صعبا على الطفل ما قبل سن المدرسة التأقلم عليه أو حتى على الطفل الذي دخل المدرسة. واعلمي أن مجرد الانتقال لمنزل جديد سيجعل الطفل يشعر بأنه غير مرتاح حتى يأخذ بعض الوقت يتعرف فيه على المنزل الجديد، وهذا بالرغم من أنك قد تحضرين معك أغراضا من المنزل القديم. إن الانتقال لمنزل جديد ومنطقة جديدة أو حتى بلد آخر سيكون صعبا على الطفل أيضا، خاصة إذا كان قد كون أصدقاء وهو في الحضانة أو المدرسة أو حتى قد كون أصدقاء من الجيران، لأن هذا سيعني أن الطفل سيتخلى عن أصدقائه القدامى وهو أمر صعب، خاصة إذا كان الطفل مازال صغيرا ولن يتمكن من التواصل مع أصدقائه عن طريق الإنترنت ورسائل البريد الإلكتروني. وهناك أيضا عامل مهم قد يؤثر على عملية الانتقال، وهو فكرة الانتقال من مدرسة لأخرى أو من دار حضانة لأخرى لأن مثل هذا التغيير سيؤثرعلى الطفل من ناحية، لأنه سيحتاج لوقت لتعلم قوانين المدرسة الجديدة ووقت ليعرف كيف يتعامل مع المدرسين الجدد بالنسبة له. إن الطفل يتعود على روتين يومي معين في حياته، مثل ذلك الذي يتبعه عند تناول الإفطار في وقت معين كل صباح مع زيارة محال تجارية معينة كل أسبوع مثلا، وبالتالي فإن الانتقال من منزل لآخر أو حتى من بلد لآخر سيجعل روتين الطفل يتغير، فمثلا بعد الانتقال من منزل لآخر جديد فإنك لن تكوني قد قمت بإفراغ الصناديق التي تحمل الأطباق وهو الأمر الذي قد يزعج الطفل بسبب روتينه في تناول طعام الإفطار وهوا لأمر الذي قد يولد شعورا بعدم الارتياح عند الطفل. وقد يشعر الطفل في سن المدرسة بالضغوطات بسبب الانتقال لمنزل جديد وهو الأمر الذي قد يصيبه بالصداع وآلام المعدة والعصبية، وقد يشعر الطفل أيضا بالحزن لأنه يترك وراءه أصدقاءه ومعارفه وقد يطول هذا الحزن مع الطفل حتى يتحول لاكتئاب. ويجب عليك أن تناقشي أمر الانتقال مع طفلك جيدا مع منحه فرصة ليعبر عن مخاوفه وقلقه حتى يقل حزنه، واعلمي أن ضيق الطفل من الانتقال لمكان أو منزل جديد أو بلد آخر قد يتحول لغضب ونوبات من التمرد تجاه الأب أو الأم بسبب الانتقال، مما قد يجعل الطفل يبدأ في التغيب عن المدرسة أو يبدأ في عزل نفسه عن الآخرين أو حتى قد يبدأ في التمرد داخل المنزل. وعليك أن تعلمي أيضا أن ابتعاد الطفل عن محيطه المألوف سيجعله يصاب بالقلق لأنه لن يرى الأشخاص المعروفين بالنسبة له ثانية، ولذلك يجب عليك أن تقومي بتهدئة طفلك لكي يركز على الأشياء الإيجابية.