هيغ: “الأسد يخدع نفسه ووقف مد المظاهرات مستحيل” أكد عدد من النشطاء السوريين المقيمين في تصريحات خاصة ل”الفجر” أن المخابرات السورية أعدت مخططا أمنيا للقضاء على المعارضة النشطة في الخارج، على غرار ما قامت به من إختطاف المعارض السوري صلاح الدين بلال والضابط السوري حسين هرموش، وحمل النشطاء الدول التي يقيمون بها بطريقة شرعية المسؤولية الكاملة في حال تعرضهم لأي حادث اعتداء أو خطف. قال عمر المقداد الناشط والمعارض السوري المقيم في تركيا في تصريحات ل”الفجر”، إن الأجهزة الاستخبارية السورية نسقت عملية اعتقال صلاح وهرموش مع بعض قيادات الجيش التركي لإلقاء القبض عليه وإعادته إلى سوريا من أجل إجراء تحقيق معه ليدلي بجميع المعلومات حول المعارضة السورية بالخرج التي تعتزم السلطات السورية ملاحقتها أمنيا للقضاء عليها لما لها من دور فعال في تحريك مسيرة إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وهو ما أكده بيان “الضباط الأحرار” السوريين المنشقين عن نظام الأسد، الذي أشاروا فيه إلى “نحن نحمل الحكومة التركية المسؤولية كاملة عن اعتقال وتسليم المقدم حسين هرموش الذي اختفى بتاريخ 29 الشهر الماضي. ولم نحصل على أي استجابة من الحكومة التركية حتى حينه أو نفي أو حتى تأكيد للخبر”. وأضاف البيان: “سنضطر للجوء للقوانين الدولية ولمنظمة الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان للوقوف على الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها الحكومة التركية بحق اللاجئين السوريين عامة والضباط والجنود خاصة من خلال تسليمهم أو تضييق الخناق عليهم”. تأتي تحذيرات المعارض السوري والضباط الأحرار تزامنا مع الدعوات المتوالية التي بات يطلقها الفارين نحو الحدود السورية هربا من قمع الأسد، وقالت وكالة “رويترز” للأنباء إن السكان الذين يعيشون بالقرب من الحدود الشمالية للبنان مع سورية وجهوا دعوة إلى الجيش اللبناني لنشر مزيد من القوات في المنطقة لحمايتهم من نيران القوات السورية. وجاءت تلك الدعوة بعد يومين من إطلاق القوات السورية النار على بلدة الكنيسة عند الحدود الشمالية للبنان مع سورية ما أدى لاصابة مدني لبناني. وقال السوريون إنهم أطلقوا النار عن طريق الخطأ على المدنيين معتقدين أنهم منشقون سوريون. هذا أكدت الأممالمتحدة أن حوالى أربعة آلاف سوري فروا إلى لبنان المجاور بين مارس وسبتمبر، في حين تشن السلطات فى سوريا حملة قمع دامية ضد حركة الاحتجاج غير المسبوقة التى تهز البلاد. وبحسب تقرير لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي نشر مساء الجمعة، فإن أكثر من 3580 نازح سوري سجلتهم الأممالمتحدة في السابع من سبتمبر، أكثر من 600 منهم بين الأول والسابع من سبتمبر. وقال التقرير “خلال الأسبوعين الأخيرين، دخل وافدون سوريون جدد إلى لبنان من بلدات هيت وتلكلخ وحمص، حيث اندلعت صدامات”، موضحا أن “غالبية النازحين السوريين الذين فروا من قراهم فى الأسابيع الأخيرة دخلوا إلى لبنان عبر معابر رسمية، ذلك أن السلطات السورية تفرض رقابة صارمة على المعابر غير الرسمية”. وبحسب الأممالمتحدة، فإن أكثر من 2600 شخص لقوا مصرعهم في سوريا فى حملة القمع الدامية التي تشنها دمشق منذ منتصف مارس ضد حركة احتجاج غير مسبوقة على نظام الرئيس بشار الأسد. وعلى الرغم من عودة الهدوء إلى الحدود اللبنانية السورية يخشى السكان من تكرار تلك الحوادث لاسيما مع مواصلة القوات السورية عمليات البحث واسعة النطاق عن منشقين فارين إلى لبنان للهروب من حملة القمع التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. هيغ: الأسد يخدع نفسه إذا ظن أن بإمكانه وقف مد المظاهرات قال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ إن الرئيس السوري ونظامه “يخدعون أنفسهم باعتقادهم أن بإمكانهم وقف مد الاحتجاجات”، وكرر دعوته للأسد بالتنحي ووقف العنف ضد شعبه “كي تبدأ الإصلاحات ذات المصداقية”. وفي بيان صدر عن الخارجية البريطانية، قال هيغ بمناسبة مرور 6 أشهر على انطلاقة الثورة السورية إنه طوال تلك الأشهر “رأينا مظاهرات سلمية في كافة أنحاء سوريا تواجه بانتقام منهجي من قبل النظام السوري”. وأضاف: “رد النظام عنيف ودموي. في أنحاء سوريا بلدات ومدن تمت محاصرتها، وترافق ذلك مع عمليات إعدام عشوائية، وتعذيب واعتقال الآلاف بات شيئا مألوفا. وقد طالت الأعمال الوحشية النساء والأطفال وكبار السن وناشطين مؤثرين في حقوق الإنسان مثل غياث مطر الذي قتل هذا الأسبوع، وعماد أبو زيتون ويحيى شربجي الذي لا يزال في الاعتقال التعسفي”.