حذر الدكتور الأردني، طلال أبو غزالة، إلى جانب عدد من الخبراء الاقتصاديين، من خطورة المرحلة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، ودعا إلى ضرورة توعية الرأي العام والمسؤولين في العالم العربي بأهمية المتغيرات الاقتصادية وأثرها، إذ أننا نعيش في عالم متغير غير مسبوق بسبب تقنية المعلومات والاتصالات، وقال “عندما تفجرت الأزمة المالية العالمية توقعت أن يتجه الاقتصاد العالمي إلى أزمة حقيقية أعمق وهي الأزمة الاقتصادية ثم بعدها الأزمة الاجتماعية وهذا هو الأخطر”، وتوقع أن نسمع في الغرب وأوروبا عموماً عام 2012 هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام الاقتصادي”. وأوضح أبو غزالة، في مؤتمر صحفي بعُمان، أن هناك خياران أحلاهما مر، يتمثل الخيار الأول في تقليص الدين العام والعجز في الموازنات، وهذا ينتج عنه تقليص في الخدمات للمواطنين، أما الخيار الثاني فيتمثل في الاستمرار في الترف، وهو ما تعود عليه المواطن ويؤدي ذلك إلى إفلاس الدولة بالكامل. وأكد أنه سيضع مشكلة على البنوك الغربية، ويؤدي إلى ما يسمى التضخم المتراكم في الاقتصاد، موضحا أن إيطاليا مدينة إلى فرنسا بأكثر من نصف تريليون، أي خمس الناتج القومي الفرنسي، كما أنها مدينة بمبلغ ترليون ونصف التريليون لدول أوروبية أخرى، أما إسبانيا فهي مدينة بأكثر من تريليون لدول أوروبية. ويبلغ عجز الموازنة لمعظم الدول الرئيسية في أوروبا حوالي 10 بالمائة مؤكدا بأن الاقتصاد العالمي دخل مرحلة خطيرة جداً، لأن العجز في الموازنة والدين العام تخطى حاجز 3 بالمائة من الناتج القومي، فمثلاً إيطاليا 23 بالمائة، وإيرلندا 32 بالمائة، واليونان11 بالمائة، وبريطانيا 11 بالمائة، وفرنسا 8 بالمائة، والسويد 55بالمائة. كما أن جميع هذه الدول تخطت الدين العام، وهو من المفروض أن لا يزيد عن 60 بالمائة من الناتج القومي، وأن مجموعة السبعة الكبار تخطت ديونها نسبة الدخل القومي حوالي 70 بالمائة مثلاً اليابان 225 بالمائة، أمريكا فوق 100 بالمائة، وبريطانيا 94 بالمائة، وفرنسا 100 بالمائة، وإيطاليا 130 بالمائة، وألمانيا 85 بالمائة. وأضاف أن انهيار الاقتصاد الغربي يدفع إلى البحث عن بدائل، وتعد الدول العربية، بما فيها الجزائر، هي تلك البدائل، فلابد على الحكومات العربية السعي لاستغلال الأزمة التي يعشها الغرب بما يخدم الاقتصاد العربي. وأكد أن العروش الاقتصادية بدأت تهتز، وأن العملة الأوروبية لن تستمر إلا إذا تم ربطها بالدولار، وقال إن القروض لن تحل مشكلة اليونان، ولكن الحل في الإصلاح، مشيرا إلى أن الاقتصاد العالمي أمام مشكلة حقيقية وليست آنية، إذ ليس هناك حل لهذه الأزمة لأن كل دول الغرب مصابة، ما عدا ألمانيا لأنها لم تتبع سياسة الغرب بالتحرير الكامل، وألمانيا تطبق نظام رأس المال الحر الخاضع لإشراف الدولة، بينما الدول الغربية الأخرى تعاني من مسألة تقليص ديونها وعجز الموازنة وتخفيض خدماتها للمواطن أو تعلن إفلاسها وتقيم نظاماً جديداً. وبخصوص الحل، أوضح أبو غزالة أن النظام العالمي قد انتهى، وانتقلنا إلى العلاقات الثنائية كما أن تركيبة الدول في العالم ستختلف، مشيراً إلى ما قاله رئيس البنك الدولي السابق من أن مجموعة السبعة الكبار ستصبح من التاريخ. كما طالب بضرورة إنشاء منظمة للدول المصدرة لرأسمال المال حول الاستثمارات العربية في الدول الغربية طالب بإنشاء منظمة للدول المصدرة لرأس المال وبالاشتراك مع دول أخرى لوضع الحماية اللازمة لهذه الرؤوس الأموال، تفادياً لما حصل في بداية الأزمة المالية وبسبب الوضع الاقتصادي.