تعزز قطاع الصحة الجوارية بولاية عنابة، خلال الأشهر الأخيرة، ببرامج إنمائية ساهمت في تدعيم هياكل المنظومة الصحية بالمنطقة، بهدف تحسين مستوي العلاج للمرضى من سكان المناطق البعيدة والنائية، الذين عانوا خلال السنوات الماضية من غياب الخدمات الصحية بالمناطق الريفية النائية. وقد استمرت معاناة المواطنين والمرضى بهذه المناطق لسنوات أُجبروا خلالها على التنقل لعشرات الكيلومترات للبحث عن مصحة آو عيادة، والانتظار لساعات طويلة في المستشفيات لإجراء فحص طبي أوالتوجه إلى مصلحة الولادة، الأمر الذي أفرز وضعية ضغط تحولت إلى كابوس مزعج للمرضى أنفسهم وكذا للأطباء و العاملين بالمستشفى الجامعي لعنابة، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة أعداد لا تحصى من المرضى يقصدون المستشفى يوميا من المناطق والبلديات المجاورة، وحتى من الولاياتالشرقية الأخرى مثل سوق اهراس وتبسة وڤالمة. وأكد مدير الصحة الجوارية بعنابة، حسين أوشريف، أن الخريطة الصحية الجديدة ستضمن تسييرا فعالا للمصحات المتعددة الخدمات بكافة أنواعها، وتفعيل الخدمات المقدمة للمرضى، خاصة منهم القاطنين في المناطق النائية و القرى البعيدة ، لاسيما في ظل التزايد الكبير للسكان القاطنين بهذه المناطق التابعة للبلديات الكبرى، علي غرار سيدي عمار والشرفة والعلمة وكذلك عين الباردة وما جاورها. وحسب الدكتور أوشريف، فإن الصحة الجوارية بالولاية قد شهدت تحسنا كبيرا بعد ما أفرجت المديرية الولائية للصحة علي الخريطة الصحية الجديدة والمتمثلة في ترميم وتجهيز العيادة المركزية المتعددة الخدمات بسيدي عمار، والتي خصص لها نحو ملياري سنتيم. أما بلدية الشرفة فقد تدعمت بمركز صحي تم توسيعه وتجهيزه لتغطية احتياجات المرضي الذين يقصدونه أيضا من مناطق الجارة بلدي العلمة. وقد خصص لهذه المنشأة الصحية غلاف مالي معتبر، قدره مدير الصحة الجوارية بمليار و800 مليون سنتيم.أما مصحة عين الباردة فخصص لها ما يعادل ملياري سنتيم، وهي قيمة موجهة لبناء لواحق أخري تابعة لهذه العيادة الصحية، إلى جانب التهيئة الخارجية. ويضاف إلى كل هذه المنشآت تخصيص غلاف مالي آخر لتوسيع عيادة عطوي صالح ببلدية الحجار التي خصصت لها ميزانية خاصة، زيادة على برمجة مديرية الصحة لمشروع جديد يتمثل في بناء عيادة متعددة الخدمات ببلدية العلمة، وهي العيادة التي طالما انتظرها سكان المنطقة الذين اشتكوا مرارا من نقص الخدمات التجهيزات الطبية خاصة بالعيادات الخاصة. ولتلبية احتياجات المرضي خصصت مديرية الصحة، حسب الدكتور أوشريف، 9 ملايير سنتيم لإنجاز هذه العيادة الجديدة، في انتظار اختيار الأرضية المخصصة لهذا المشروع الذي تم تحويله إلى اللجنة الولائية للموافقة عليه من أجل الانطلاق الفعلي في انجازه في أقرب الآجال، بالإضافة إلي الترميمات التي برمجتها بلدية العلمة لتفعيل نشاط قاعات العلاج وعددها 5. وفي سياق آخر، أكد ذات المتحدث أن التغطية الصحية بالقرى والبلديات النائية بلغت نسبة 80 بالمائة، وذلك بتسخير نحو 150 طبيب موزعين علي البلديات السالفة الذكر. كما أشار نفس المسؤول إلي تذبذب في الخدمات الصحية ببعض القرى، مثل أولاد تومي، لانعدام الطرقات ووسائل النقل التي حالت دون المساهمة في تسهيل نشاط الأطباء الذين يجدون صعوبة في التنقل لمعاينة المرضي بالعيادة. وفي هذا الشأن طالب ذات المتحدث الجهات المعنية بالتكفل بوضعية الطرقات التي تغرق في الأوحال خلال فصل الشتاء، أين يصعب علي الطبيب التنقل إلي العيادات والتي يبلغ عددها 6 . وتجدر الإشارة إلى أن عدد الفحوصات المسجلة خلال شهر أوت الماضي، بلغت نحو 25 ألف فحص طبي، شمل المرضى الموجودين بالقرى و الدواوير وكذلك البلديات النائية، إلي جانب أكثر من 10آلاف تحليل طبي، وعرض 2845 مريض على الأشعة.