تعرف جامعة فرحات عباس بسطيف هذه السنة دخولا جامعيا مضطربا لم يشهد له مثيل من قبل، حيث شهدت العديد من الاضطرابات والاحتجاجات في معظم الكليات، وذلك بسبب مجموعة من المشاكل التي عرفتها، خاصة ما يتعلق بملف الماستر الذي لا يزال مطروحا في الساحة الجامعية رغم التوصيات الأخيرة بفتح مناصب مناسبة وتخصصات جديدة. استياء الطلبة جاء بعد الإعلان عن النتائج الخاصة بقوائم الانتقال إلى الماستر بسبب النسب المتدهورة، ما أدى إلى تعرض الكثير من الطلبة المقصين إلى صدمة نفسية، وعند الاستفسار عن وضعيتهم قوبلوا بالترهيب الإداري خصوصا على مستوى كلية التكنولوجيا والعلوم. ففي كلية التكنولوجيا رفض العميد استقبال الطلبة المقصين، حيث نظم الاتحاد العام الطلابي الحر اعتصاما أمام مقر العمادة والعديد من المسيرات أيام 27، 28 و29 سبتمبر، وأيضا يوم 2 أكتوبر على مستوى معظم الكليات، منددين بما آلت إليه الأوضاع لاسيما بعد طرد وإقصاء 22 طالبا تخصص هندسة مدنية دون شهادة لأسباب يعتبرها الطلبة أنها غير منطقية. أما كلية العلوم فقد عرفت حسب بيان أصدره الاتحاد العام الطلابي الحر تسلمت “الفجر” نسخة منه، تعسفا كارثيا فيما يخص قسم الإعلام الآلي، تمثل في إقصاء معظم الطلبة من حقهم في الماستر، وكذلك الأخطاء الكارثية في معظم الوثائق، منها كشوف النقاط، الملحقات الوصفية، شهادات التصنيف، الأمر الذي أدى إلى منع الطلبة من التسجيل في جامعات أخرى ليكون مصير هؤلاء الطلبة الشارع بعد اجتهاد ومسيرة دراسية طويلة. يضاف إلى ما سبق أن كلية الطب شهدت هي الأخرى غضبا طلابيا عارما نظرا للنتائج الكارثية الخاصة بالامتحان الاستدراكي للسنتين الرابعة والخامسة خصوصا ما تعلق بمقياس “طب الأطفال” الذي سجلت فيه علامة 10 من 20 لطالب واحد من أصل 232 طالب اجتازوا الامتحان، فيما تم إنقاذ 30 طالبا ليكون مصير البقية الإخفاق في الامتحان، وكذلك الأمر في مقياس “طب الجهاز الهضمي” الذي اجتازه 287 طالب نجح منهم 80 فقط. للعلم فإن هذين المقياسين من الأهمية بمكان للنجاح والانتقال بالنسبة لطلبة الطب، فيما أكد الطلبة أنهم يعانون التعسف في هذين المقياسين منذ سنوات وحمّلوا الإدارة التي لم تحرك حسبهم ساكنا المسؤولية الكاملة في عدم وقف هذا الاضطهاد والتلاعب بمصير ومستقبل طلبة الطب في سطيف.