علّقت سفيرة الولاياتالمتحدة بالهيئة الأممية على معارضة كل من روسيا والصين التدخل الأممي في الشأن السوري، وقالت إن في الأمر تحايل من قبل الدولتين لكي تنشط تجارة أسلحتهما مع سوريا! يا سلام.. ”الشيطان ينهى عن المنكر” يقول مثل شعبي متداول عندنا، ربما لكل من روسيا والصين مصالح مع النظام السوري الفاسد والقامع لشعبه، لكن أن تقول السفيرة الأمريكية مثل هذا الكلام فهو كفر بعينه، لأن أكبر مروج للأسلحة في العالم هي أمريكا، وتأتي بعدها بريطانيا وفرنسا قبل روسيا. كلام السيدة الأمريكية في الأممالمتحدة مردود عليها، لأن بلادها هي أكبر من يختلق النزاعات في العالم لترويج صناعة أسلحتها، وكذلك لتجريب نجاعة الأسلحة الجديدة، مثلما فعلت في الاعتداء على كل من لبنان في صائفة 2006، والاعتداء على غزة منذ قرابة ثلاث سنوات، أين جربت إسرائيل أسلحة أمريكية جديدة، بل أكثر من ذلك، استعملت أسلحة محظورة دوليا. أم أن السيدة الأمريكية تعتقد حقا أن بلادها عندما تدخلت في العراق كان لحماية الشعب العراقي من صدام ولم يكن هذا التدخل من أجل تنشيط تجارة أسلحة بلادها، ومن أجل بسط يدها على النفط العراقي، وخنق كل فرصة لهذا البلد لينهض ويقوى ويصير مصدر تهديد لإسرائيل؟! فماذا فعلت أمريكا في العراق وفي أفغانستان وفي كل الحروب التي افتعلتها منذ أزيد من نصف قرن غير الترويج لصناعة أسلحتها التي تدر أرباحا خيالية على بلادها؟ نعم، النظام السوري تجاوز كل حدود الإجرام، إذا ما صدقنا ما تتداوله وسائل الإعلام التي تنقل الخبر، وإن كان بكثير من الحذر، في غياب إعلام حقيقي يصل إلى قلب ما يحدث في سوريا غير ”شهود العيان” المشكوك في أمرهم، وكان لابد من وضع حد لحرب الإبادة التي يقودها نظام بشار ضد الشعب السوري، مهما كانت المعارضة التي تريد الإطاحة به ومهما كانت إديولوجيتها، لكن الشعب السوري والمعارضة السورية قالتها صراحة: إنها لا تريد تدخلا عسكريا في بلادهم، ولا يريدون لسوريا أن تكون ليبيا أخرى.. فهم يعرفون جيدا معنى التدخل الأجنبي ولهم في العراق خير دليل، وربما آخر من يتوسل الشعب السوري مساعدته هي أمريكا، لأن الشعب السوري غير الشعب الليبي، يتسم بالوعي السياسي وعانى من الاحتلال، ومن المظالم والحروب، واستولت إسرائيل على جولانه، وتركيا على لواء الاسكندون الذي مازال الشعب السوري يتألم لفقدانه، ولذلك فهو لن يرحب بتدخل لا أمريكا ولا فرنسا، ولا حلف الناتو، لكن لابد من إيجاد صيغة لتخليصه مما يعانيه على نظام آل الأسد بالطرق السلمية لأنه شعب مسالم.