يتخوف بعض المختصين من تكرار كارثة فيضانات ولاية البيض بولاية تيارت، بسبب وجود عائلات شيدت مساكنها بأمكنة كانت عبارة عن أودية، حيث يلاحظ وجود سكنات نائية شيدت منذ عقود وأخرى حديثة بأرضيات خصبة لأجل توفير الكلأ لمواشيهم، وكذا استغلال تلك المساحات لإنتاج الحبوب أوالخضروات. خصوبة تلك المساحات التي شيدت بمحاذاتها سكنات ريفية تعود لكونها كانت ممرا لأودية يطلق عليها اسم أودية نائمة، يمكن أن تغمرها المياه في حال تساقط كميات معتبرة من مياه الأمطار الرعدية. وأهم النقاط التي ارتكز عليها هؤلاء وجود سكنات بعدة بلديات محاذية لأودية نائية وشعاب بكل من بلديات مدريسة التي رفض بعض القاطنين بجوار الوادي ترحيلهم لسكنات بديلة بحجج شساعة سكناتهم في مساحتها مقارنة بالسكنات التي اقترحت عليهم. كما تبرز هذه الظاهرة ببلديات عين الذهب والشحيمة والنعيمة التي شهدت قبل سنتين فيضانات لأحد الأودية، ما جعل الكثير من العائلات تهجر سكناتها التي شيدت على ضفاف الوديان. وتهدد الفياضانات، في ذات السياق، بلدية توسنينة التي شيدت بها سكنات بقلب الوادي، كما يطرح نفس المشكل ببلدية سيدي عبد الرحمان التي يعبرها أحد الوديان، كما أن البلدية تعتبر منطقة سهبية يقطن بأريافها حوالي 200 من عائلات البدو الرحل من سكان الولاية وولايات مجاورة يقصدون المناطق الخصبة التي تخصص كمراعي لمواشيهم، لكن تلك المناطق التي تنصب فيها الخيام ليست بمنأى عن مخاطر فيضانات الوادي كما حدث سنة 2008. ورغم تخصيص مشاريع لحماية بعض البلديات من الفيضانات وإعطاء تعليمات في السابق بضرورة نقل العائلات التي شيدت مساكنها بمحاذاة الأودية، سواء تلك الأودية التي تعتبر حية أو ما يطلق عليها الأودية النائمة، إلا أن الواقع يوضح وجود بعض العائلات التي شيدت مساكنها بمحاذاة تلك الأودية طمعا في استغلال المساحات المجاورة للفلاحة أو لرعي مواشيهم بفعل خصوبتها، ما يستدعي تحرك رؤساء البلديات والمصالح التقنية لتوعية تلك العائلات بالمخاطر التي يمكن أن تحدث في حال تساقط كميات كبيرة من الأمطار.