نسعى لجعل باماكو تتخلى عن دور الوساطة لدفع الفديات للإرهابيين أكد مستشار الوزير الأول البريطاني، المكلف بمكافحة الإرهاب بشمال إفريقيا ومنطقة الساحل، الجنرال سربي روبين، أن المملكة المتحدة البريطانية تدعم موقف الجزائر الخاص بمنع دفع الفدية للجماعات الإرهابية، لأنه تمويل مباشر للإرهاب، مشيرا أن بلده ستبحث في إمكانية منع باماكو عن دور الوساطة الذي تلعبه من أجل دفع الفدية للجماعات الخاطفة. وثمن مستشار الوزير الأول البريطاني، دفيد كميرون، في ندوة صحفية عقدها، أمس، بإقامة السفير البريطاني، الجهد الذي تقوم به الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل، مؤكدا أنها تنتهج الطريق الصحيح، وأن بريطانيا ستقوم بدعمها بالخبرة اللازمة للقضاء على الإرهاب الذي هو خطر يهدد الجميع بدون استثناء. ورافع الجنرال البريطاني، الذي لعب دورا كبيرا في البوسنة والخليج، لصالح الموقف الجزائر المتصل بمنع دفع الفديات، مؤكدا أن المملكة المتحدة ترفض هي الأخرى هذا الحل مهما كانت المبررات، قناعة منه أن إيقاف هذا التمويل سيساهم حتما في تجفيف مصادر تمويل الإرهاب بمنطقة الساحل، بل ومن شأنه عدم تشجيع القيام بالمزيد من الاختطافات. وفي رده على سؤال وجهته له “الفجر”، حول الموقف الذي ستتخذه بريطانيا تجاه باماكو، لمنعها عن لعب دور الوساطة لدى الجماعات الخاطفة لدفع الفديات، وتحرير الرهائن، وهذا تزامنا مع عملية خطف ثلاثة رهائن أوروبيين، إسبانيين وإيطالي، من مخيمات اللاجئين بتندوف، قال الجنرال سربي روبن إن بريطانيا ستسعى لإقناع مالي بالتخلي عن دور الوساطة الذي لعبته في الماضي، مؤكدا أن بريطانيا تعول على “الجزائر التي تتقاسم معها وجهات نظر مشتركة في مجال منع دفع الفديات”، مواصلا أن بريطانيا تدعم هذا الطرح على مستوى هيئة الأممالمتحدة، لأن دفع الفدية سلوك ينعش الإرهاب أكثر فأكثر، مواصلا أن بلده يسعى لجعل مالي تتخلى عن نظرتها فيما يخص دفع الفديات. ويعكس تصريح المسؤول البريطاني، المعارض لدفع الفديات، الصرامة التي تظهرها المملكة المتحدة تجاه هذه القضية ومواقفها الثابتة. ويذكر أن بريطانيا لم ترض بالاستجابة لطلب القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، التي أمهلنها سنة 2009 مدة 20 يوما لإطلاق سراح الفلسطيني المعتقل أبو قتادة، مقابل إفراجها عن الرهينة المختطف، أدوين داير، المختطف من الحدود المالية النيجرية في احتفالات التوارڤ بالحدود المالية النيجرية، وبعد الإخفاق في تحقيق ذلك طالبتها بدفع فدية قدرتها ب10 ملايين أورو، لكن بريطانيا رفضت واستهجنت استعمال إرهاب المواطنين لتمويلها. وقال الوزير البريطاني وقتها “إن بريطانيا عززت عزمنا على عدم الرضوخ أبدا لمطالب الإرهابيين أو دفع الفديات”، ما أدى إلى قتل الرهينة البريطاني. وأضاف المسؤول البريطاني أن المحادثات التي أجراها مع مستشار رئيس الجمهورية، عبد الرزاق بارة، كانت “مثمرة وجد إيجابية وقوّت العلاقات ومجالات التعاون أكثر بين البلدين، ونحن جد مرتاحين لذلك”، وواصل أن المملكة المتحدة ستقدم الدعم للجزائر في مجال الخبرة التقنية والاستشارة وليس دعما ماديا. ويعتبر الجنرال سربي روبين أن دول الساحل وهي موريتانيا ومالي والنيجر والجزائر، ملزمة بحتمية التعاون والتنسيق فيما بينها لصد خطر الإرهاب بمنطقة الساحل، لأنه أول متضرر منه، مشيرا أن بريطانيا تنظر للجزائر كعنصر فعال في حلقة مكافحة الإرهاب في المنطقة، بالنظر للإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها وخبرتها الواسعة في هذا المجال، فضلا عن التقارب الموجود بين سياسة الجزائر وبريطانيا في مجال مكافحة الإرهاب بالساحل. وقلل المسؤول البريطاني من المخاوف التي يظهرها البعض تجاه المجلس الانتقالي الليبي، كون بعض عناصره لديهم مرجعية فكرية إسلامية، ليست بالحجم الذي يعتقده البعض، مؤكدا أن بريطانيا تتابع عن كثب ما يحدث في ليبيا وهي تضع ثقتها في المجلس الانتقالي الليبي، وتعمل على مساعدته للتحكم في الوضع ومنع تسرب الأسلحة. وأشار أن بريطانيا تتابع عن كثب قضية تسرب الأسلحة بالساحل، وتبحث لتقفي آثار مصادرها، للحد من انتشارها، لأنها تهدد ليبيا والدول المجاورة أيضا، مؤكدا أن بريطانيا مهتمة بدعم ليبيا حتى تجد استقرارها الكامل، لأن ذلك من شأنه بعث الأمن بالمنطقة برمتها. وقال الجنرال البريطاني إنه يتواجد بالجزائر في إطار المحادثات الثنائية الجزائرية البريطانية السنوية، الخاصة بمكافحة الإرهاب وتعزيز الشراكة بين البلدين، والتي ستتبع، حسب ما كشف عنه السفير البرطاني الذي حضر الندوة الصحفية، بزيارة لوفد جزائري السنة المقبلة إلى بريطانيا.