وردت وصايا لقمان لابنه في سورة لقمان من الآية الثانية عشرة حتى الآية التاسعة عشرة مشتملة على مجموعة من الآداب، والنصائح التي يجب أن نلقنها لأبنائنا، ليسعدوا بها في الدنيا، والآخرة. وقد وردت وصايا أخرى منسوبة إلى لقمان في كتب التراث.. أقتطف منها ما يلي لعلها تكون سراجاً منيراً يضيء طريق أبنائنا إلى الجنة: يا بُنَيّ: أكثر من ذكر الله عز وجل: فإن الله تعالى ذاكر من ذكره قال تعالى: فاذكروني أذكركم (البقرة 152). لتكن ذنوبك بين عينيك وعملك خلف ظهرك، وفِرَّ من ذنوبك إلى الله، ولا تستكثر عملك. إذا رأيت الخاطئ فلا تُعيِّره، واذكر ذنوبك فإنما تسأل عن عملك. أطع الله فإنه من أطاع الله كفاه ما أهمه، وعصمه من خلقه. لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بحبها فإنك لم تخلق لها، وما خلق الله خلقاً أهون عليه منها، لم يجعل نعمتها ثواباً للمطيعين، ولم يجعل بلاها عقوبة للعاصين. لا تفرح بطول العافية، واكتم البلوى واصبر عليها فإنها ذخر لك في المعاد. عليك بالصبر واليقين، ومجاهدة نفسك، واعلم أن الصبر فيه الشرف والشفقة والزهادة والترقب، فإذا صبرت عن محارم الله، وزهدت في الدنيا، وتهاونت بالمصائب فيها لم يكن أحب إليك من الموت وأنت تترقبه، وإياك والغفلة، خف الله، ولا يغرنك الناس بما تعلم من نفسك، ولا تغتر بقول الجاهل “إن في يدك لؤلؤة” وأنت تعلم أنها بعرة. كن لين الجانب، قريب المعروف، كثير التفكر، قليل الكلام إلا في الحق كثير البكاء، قليل الفرح، ولا تمازح ولا تصاخب ولا تماري، وإذا سكت فاسكت في تفكر، وإذا تكلمت فتكلم بحكم. لا تضيع مالك، وتصلح مال غيرك فإن مالك ما قدمت لنفسك، ومال غيرك ما تركت وراء ظهرك. اجعل همك فيما كُلفت، ولا تجعل همك فيما كفيت، لا تهتم بالدنيا، فتشغلك عن الآخرة. يا بني: إذا أنعم الله عليك نعمة فليرى أثرها عليك في شكرك، وتواضعك، وإحسانك إلى من هو دونك، ولا تعجبن بما تعمل وإن كثر فإنك لا تدري أيقبل الله منك أم لا؟ أداء صلاتك التي فرضت عليك أفضل ما تعمل. جالس قوماً يذكرون الله، فإن كنت عالماً نفعك علمك، وإن كنت جاهلاً علموك، وإن نزلت رحمة أو رزق شركتهم فيه.