قررت السلطات التونسية، أمس، فرض حظر التجول ليلا في ولاية سيدي بوزيد الواقعة جنوب البلاد، والتي اندلعت فيها شرارة الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، وذلك في أعقاب أعمال شغب واضطرابات تشهدها المدينة احتجاجا على نتائج الانتخابات التي انتهت بفوز كاسح لحزب النهضة الإسلامي. وجاء في بلاغ صادر عن وزارة الداخلية التونسية أنه تقرر منع التجول في كامل ولاية سيدي بوزيد ابتداء من امس الجمعة، بداية من الساعة السابعة مساء إلى حدود الساعة الخامسة صباحا، ويستثنى من ذلك الحالات الصحية والعاجلة وأصحاب العمل الليلي. وكانت قوات الجيش – حسب مصادر إعلامية - قد اضطرت لإطلاق النار في الهواء الجمعة لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مقر المجلس البلدي. وكانت الاحتجاجات اندلعت الخميس في مدينة سيدي بوزيد، حيث قامت مجموعة من الشبان بإحراق مقرات البلدية والمحكمة، وكذلك حزب النهضة الإسلامي الفائز في الانتخابات، وإلقاء الحجارة على قوات الأمن، وذلك إثر الإعلان عن إلغاء فوز ست قوائم تابعة ل”العريضة الشعبية” بزعامة الثري التونسي، الهاشمي الحامدي، المنحدر من سيدي بوزيد، بينها قائمته في المدينة. وحصلت حركة النهضة بزعامة راشد الغنوشي على 90 مقعدا في المجلس التأسيسي المؤلف من 217 مقعد، بينما جاء حزب المؤتمر من أجل الجمهورية العلماني بزعامة منصف المرزوقي في المركز الثاني بحصوله على ثلاثين مقعدا. وفازت “العريضة الشعبية”، التي كانت غائبة ميدانيا خلال الحملة الانتخابية، ب19 مقعدا في المجلس التأسيسي. وتم إلغاء فوزها “بسبب شكوك مالية في التمويل” في ست دوائر انتخابية بينها دائرة سيدي بوزيد، حيث حققت مفاجأة بفوزها على الجميع. انسحاب “العريضة” من تأسيسي تونس وأعلن زعيم حزب “العريضة الشعبية من أجل الحرية والعدالة والتنمية” الهاشمي الحامدي سحب قوائمه التي فازت ب19 مقعدا في المجلس الوطني التأسيسي في تونس عقب إلغاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تلك القوائم في ست دوائر انتخابية بسبب مخالفات مالية الأمر الذي أثار أعمال عنف في سيدي بوزيد. الغنوشي يدعو التونسيينإلى نبذ العنف والهدوء دعا راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية، التي فازت في الانتخابات التونسية إلى الهدوء في بلدة سيدي بوزيد التي شهدت اشتباكات واتهم قوى على صلة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي بإثارة العنف. وفي أول مؤتمر صحفي له بعد فوز النهضة في الانتخابات قال الغنوشي أيضا إن حركته ملتزمة باحترام كل المعاهدات الدولية.