قررت السلطات الأمنية التونسية اليوم الاثنين فرض نظام حظر التجول ليلا على مدينة المتلوي في ولاية قفصة (350 ) كيلومترا جنوب غرب البلاد في أعقاب تجدد الصدامات القبلية العنيفة التي خلفت قتيلا و أربعة جرحى. وأوضح والي ولاية قفصة أن العمل بهذا الإجراء يبدأ اليوم الإثنين من الساعة الثامنة ليلا حتى الخامسة صباحا علما بان هذا الإجراء يعتبر الثالث من نوعه الذي يفرض على هذه المدينة منذ سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي الماضي وذلك في ضوء تجدد أعمال العنف والمواجهات القبلية العنيفة. وتعد مدينة المتلوي ثالث مدينة بتونس يعلن فيها حظر التجول خلال أقل من أسبوع وذلك بعد مدينة سبيطلة ( وسط البلاد) التي خضعت لهذا النظام منذ الأول من شهر سبتمبر الحالي ومدينة الدوز ( جنوب البلاد ) نتيجة ما عاشتهما من أعمال عنف وشغب أسفرت عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى ووقوع خسائر مادية كبيرة علاوة على أعمال النهب والحرق التي استهدفت العديد من المرافق والمؤسسات العمومية والخاصة. ويرى الملاحظون أن قرار فرض حظر التجول على مدينة المتلوي جاء بعد ساعات قليلة من إجتماع الرئيس التونسي المؤقت السيد فؤاد المبزع مع رئيس الحكومة المؤقتة السيد الباجي قائد السبسي ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ووزير العدل الأزهر القروي الشابي وقائد الجيش التونسي الفريق أول رشيد عمار. وللإشارة فان هذا الإجتماع خصص لاستعراض الأوضاع الأمنية العامة بالبلاد والتطورات الميدانية عند نقطة الحدود التونسية-الليبية حيث تم التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود لإحلال الأمن و الإستقرار في كامل ربوع البلاد. وبهذا الصدد يتوجه الوزير الأول في الحكومة الإنتقالية الباجى قائد السبسى غدا الثلاثاء بخطاب إلى الشعب التونسي حول الوضع العام بالبلاد حسبما أفاد به بيان صادر عن الوزارة الأولى . ويأتي هذا الخطاب في أعقاب الأحداث الدامية التي عرفتها عدة مناطق من تونس على غرار سبيطلةوالمتلوي وسيدي بوزيد والمكناسي وجبنيانة والمطوية والدوز وتفاقم الجدل بين أطراف المشهد السياسي والمدني حول انتخابات المجلس الوطني التأسيسي ليوم 23 أكتوبر.