يواصل عمال المؤسسة العمومية للنقل الحضري لسكيكدة إضرابهم عن العمل، احتجاجا على عدم تلبية مطالب سابقة، كانوا قد قدموها للإدارة ودخلوا بشأنها في ثلاثة إضرابات متقطعة. وخلت بصورة كاملة، أمس، ساحة الشهداء من أي تواجد للحافلات الزرقاء التي تصل حركة المرور بين باب قسنطينة والأحياء الواقعة في الجهات الغربية والجنوبية للمدينة، ولم تتم حسب إجراءات القانون أية خدمة عمومية لتأمين الرحلات إلى هذه الأحياء البعيدة، ومنها مشتة الزفزاف ومقر بلدية الحدائق والعربي بن مهيدي، واعتمد المواطنون لاسيما تلاميذ الإكماليات والثانويات، الذين يتنقلون يوميا من القرى المجاورة لعاصمة الولاية إلى مقر المدينة لمواصلة دروسهم، على وسائل النقل الخاصة التي عرفت، أمس، زحمة واكتظاظا شديدين، إلى جانب اعتماد البعض على سيارات الأجرة. ويطالب عمال المؤسسة العمومية للنقل الحضري “إيتيس”، منذ مدة طويلة برفع أجورهم المتدنية، حسبهم، ووقف عمليات الضغط التي تمارس عليهم من الإدارة، حسبهم، وكذلك وقف عمليات الطرد التعسفي والعقود المؤقتة للتشغيل التي تلجأ إليها الإدارة كوسيلة لتخويف العمال وإرغامهم على عدم المطالبة بحقوقهم، إلى جانب الترقيات التي تتم، حسبهم، بطرق شحيحة وغير مطابقة لمجهود العمال. وكانت نزاعات مريرة قد تفجرت العام 2009 ما بين العمال وإدارة المؤسسة، وكادت تحدث شللا كليا في نشاط هذه المؤسسة الفتية لولا تدخل الولاية ومديرية النقل، وحسم هذا الصراع بإجراءات صارمة إلا أن المشاكل تفاقمت من جديد ولم تعد تحتمل هذه المرة التأخير، وهو ما يستوجب إجراءات فاصلة لتصحيح وضعية هذه المؤسسة التي تؤمن نسبة تزيد على 60 في المائة من حاجيات النقل المحلي.