عاشت سيمون دو بوفوار صديقة حميمة لجان بول سارتر حتى وافته المنية سنة 1980، كانت مواقفهما التقدمية متطابقة في أغلب الأحيان. في سنة 1957، حين نشر جان بول سارتر كتابه الشهير "عارنا في الجزائر" ساندته سيمون دو بوفوار فأصبح الكاتبان الفرنسيان الكبيران أول كتّاب أوربا في مساندة الثورة الجزائرية. واجهت سيمون دو بوفوار انتقادات اليمين الفرنسي المتطرف كما واجهت الجنرال دي غول حين صعد إلى السلطة سنة 1958 وأشعل نيران "الحرب الشاملة" على الجزائريين. كانت تصريحات سيمون دو بوفوار وكتاباتها المساندة للشعب الجزائري المكافح لا تقل عن نشاطها السياسي ضمن الجمعيات اليسارية المطالبة بجلاء القوات الفرنسية عن التراب الجزائري. وهكذا، أصبحت ابتداء من سنة 1960، المرأة التي يجب القضاء عليها في نظر المنظمة الفرنسية المتطرفة " أو. وا. أس O.A.S" ففجرت سكنها مع سارتر مرتين كما أطلق رجال نفس المنظمة النار عليها خمس مرات، جرحت في إحداها في ذراعها لكنها نجت بأعجوبة. كانت سيمون دو بوفوار شجاعة حتى لقّبت بالمرأة "الفولاذية". ولعل أشهر كتبها الذي يدل على صلابة مواقفها ضد الظلم وعلى عدم خوفها من المنايا هو كتاب "الموت الهادئ". في هذا الكتاب عبّرت عن آرائها الكبرى في الحياة واعتبرت أن الموت نهاية محتومة يجب أن نواجهها ببرودة أعصاب وهدوء مثاليين. كانت مثل جان بول سارتر شديدة التعلق بأمها. وكانت هذه الأخيرة من طينة النساء الفاضلات الشجاعات، فلم تكن تبخل على ابنتها المغوارة بشيء. كتاب "الموت الهادئ" كان نشيدا فريد العزف في تمجيد أم سيمون دو بوفوار. لولاها، كما قالت كاتبة فرنسا الكبرى "ما كتبت ولا ناضلت من أجل إحقاق الحق، كل الحق". وكان الحق في نظر سيمون دو بوفوار هو أسمى معاني الوجود البشري، هذا الحق هو الذي قادها إلى مساندة كل القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها قضية تحرر الشعب الجزائري من أغلال الاستعمار الفرنسي الغاشم.