نوّه حكيم ميلود مدير الثقافة لولاية تلمسان في كلمة افتتاحية ألقاها، مساء أول أمس، بقصر الثقافة "إمامة" بتلمسان، بمناسبة انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي لنفس الولاية، إلى ضرورة إعطاء ديناميكية أكثر للفعاليات الثقافية بمختلف أشكالها المادية والمعنوية، وكذا الدفاع عنها حتى لا تعرف طريقها إلى الزوال، شريطة تكاتف جهود كل الفاعلين في الحقل الثقافي بالجزائر. وأشار حكيم ميلود في حديثه إلى جملة من الخصائص والمميزات المتعلقة بالثقافة الجزائرية بشكل عام والتلمسانية بصفة خاص،ة التي أكدت استضافتها لثقافات الشعوب من خلال المعارض الكثيرة التي أقيمت طيلة أيام هذا الحدث الدولي، معتبرا أن الثقافة تعد واحدة من الحصون المنيعة التي لا تزال تقاوم المتغيرات الخارجية وأحد أهم وسائل الحماية التي تحتمي بها الشعوب والأمم وتقاوم بواسطتها مختلف الأخطار المحدقة بها. وفي نفس السياق، شهد حفل الافتتاح عرض باقة تراثية ثرية ومتنوعة عبرت عن تاريخ وحضارة الزيانيين على مر العصور، كما شكلت مشهدا رائعا اختزل التراث في لوحات فنية جميلة لامست حضارة هذا الشعب العريق. وتم في ذات الإطار تخصيص عديد الأجنحة لعدة معروضات وصناعات تقليدية محلية شملت رواقا للفنون الجميلة والرسومات التشكيلية تضمن في طياته لوحات قرآنية ومخطوطات عربية كتبت بخط اليد، ورواق ثان خصص للكتب والإنتاجات الأدبية، التاريخية والعلمية، وأخرى للألبسة والصناعة المحلية التقليدية تنوعت بين ألبسة العروس المتمثلة في "الشدة" و"القفطان" التلمساني بالإضافة إلى الحلي والمجوهرات التي تزين أعراس هذه المنطقة من غرب الوطن، إلى جانب عرض صور لأشهر أعلام تلمسان التاريخية وبعض الأماكن الأثرية المنتشرة في ضواحيها كقصر السلطان، أسوار القصبة، ومنظر المسجد الكبير، مبرزة ما أبدعته أنامل هؤلاء في تشكيل الصورة الثقافية والحضارية وكذا الجمالية التي تتسم بها عاصمة الزيانيين في مختلف المجالات وبهدف التعبير بصفة جمالية عن كنز غني يختزل في طياته شمولية التراث الجزائري الواسع. كما تخلل حفل الافتتاح قراءات شعرية وتكريمات على شرف بعض الأسماء الفنية والأدبية اللامعة تقديرا للمجهودات التي بذلتها طيلة مشوارها العملي خدمة للحقل الثقافي والفني الجزائري والمحلي على حد السواء، وفي مقدمتها الفنان الحاج أحمد ملوك، الكاتب خالد رزوق، والرسام التشكيلي بوهداج محمد. للإشارة، فإن الأسبوع الثقافي لولاية تلمسان والذي يمتد إلى غاية ال 12 من الشهر الجاري، هو ختام الأسابيع الثقافية لباقي الولايات الأخرى التي نشطت فعالية تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية منذ انطلاقتها الماضية، حيث يشهد على مدار خمسة أيام تقديم تشكيلة من النشاطات الثقافية والفنية التي تتخللها سهرات موسيقية متنوعة ينشطها ثلة من وجوه الفن المعروفة في تلمسان.