من المرتقب أن يحل وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الجديد، سعد الدين العثماني، بالجزائر بداية الأسبوع المقبل، في زيارة رسمية، حسبما أعلنت عنه أمس مواقع مغربية والتي أفادت أن وزير الخارجية المغربي سيحل بالجزائر في زيارة رسمية الأولى من نوعها منذ تشكيل الحكومة الجديدة. تأتي هذه الزيارة للتأكيد على التقارب الذي يتحدث عنه المسؤولون الرسميون في البلدين، آخرها تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى الذي قال إن "الحدود بين البلدين لا يمكن أن تبقى مغلقة إلى الأبد". ولم تكشف ذات المصادر عن السبب الرئيسي لهذه الزيارة التي تريد المملكة خطوة أولى نحو إعادة بعث الحوار بين بلدان المرغب العربي ومسألة فتح الحدود بين البلدين حيث ما فتئت المغرب تطالب بإعادة فتحها مستغلة بعض المنابر الأجنبية للضغط على الجزائر. وتؤكد زيارة الدبلوماسي المغربي المرتقبة على رغبة البلدين في إعادة الدفء إلى العلاقات بين الجزائر والرباط، والتي بدأت مع الحكومة المغربية السابقة، حيث يسعى البلدان منذ بضعة أشهر للوصول إلى طريق للمصالحة بعد سنوات من القطيعة في أعقاب غلق الحدود البرية في أوت 1993، ولا سيما أن الظرف التي تأتي فيه هذه الزيارة يتزامن مع تحضير الرئيس التونسي منصف المرزوقي لزيارة الجزائر المرتقبة يوم 6 فيفري المقبل على أن تكون المحطة المقبلة بعد الجزائر المغرب وهو يرفع شعار الوحدة المغاربية. كما أن وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، سيلتقي مع نظيريه الموريتاني والليبي، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي واجتماع بلدان الجوار، المزمع انعقاده في فيفري المقبل، وسيتبع هذه اللقاءات اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد المغاربي المقرر انعقاده منتصف فيفري بالرباط، لتنتهي اللقاءات باجتماع 5+5 يوم 20 فيفري بنابولي بإيطاليا والذي سيكون فرصة لمدلسي من أجل لقاء نظرائه المغاربة. وتحدثت مصادر دبلوماسية بأن "الجزائر تسعى بدورها إلى إنعاش وإعادة بناء الاتحاد المغاربي" وهو ما يفسر مشاركة الرئيس بوتفليقة في احتفال تونس بالذكرى الأولى لثورتها حيث يقول المتتبعون للمستجدات المغاربية إن "مشاركة بوتفليقة في تلك الاحتفالية تأكيد على رغبته في المساهمة الفعالة لإعادة الروح للاتحاد المغاربي الذي بقي يراوح مكانه ويبحث عن من يعيد الروح لهذا الهيكل".