أرى العروش والصولجانات تتقاذفها أقدامُ المارة البسطاء في الميادين والساحات أرى المنعة والكبرياء الكاذبة تدوسها الأرجل كما تدوس الطمي الآسن في الغيطان والحقول أشواق الشعوب المقهورة وقد انطلقت من معاقل قمعها العتيد نحو الهواء الطلق والبحيرات نحو حلم الحرية والحضور الكتل الخرساء التي عرفت أخيراً أن لها صوتاً ولها وجوهاًَ وسحنات وأن الروح لم تمت بعد في أعماقها الدفينة هَمْهَمَ رعدُ الحرية المسجون في قلاع الظلام في قمقم الطواغيت هَمْهَمَ رعدُ الحرية في شعاب تحلم بالمطر والربيع عصور مرت على هذا اليباب الفاقع ألف فجر كاذب عَبَر الأرض العربية الثكلى ألف غيمة عاقر لم تمطر إلا الوعود والخراب.. مليون بالون ينفجر على رؤوس الأعداء بليون خطبة وخطيب وما لا يعد ويحصى وما لا يوصف من الحيل التلفزيونية والتعذيب. من أين أتت هذه الفيالق الجهمة من أين أتت هذه المسوخ الساحقة أي أثر لحياة هذه السلالات التي لم نقرأ عنها في كتب التاريخ في أسفار الحضارة والروح كيف استبدت كل هذه السنين الضوئية وابتكرت اسطورتها في الرعب والفساد هَمْهَمَ رعد الحرية وأشرق خيط ضوئها الأول شمس الجبال والتخوم الأصنام تبخرت في بحر الغليان أصنام الذين أبادوا الحرث والنسل أبادوا المدن والقرى التي كانت هانئة قبل مجيئهم بآلاف السنين الجلادون لا يرف لهم جفن رأفة أمام استغاثات الضحية الضحية التي ظلت ترفسُ بعد النخر بأيام وقرون ظلت تتوسل العالم صمتاً وكلاماً