أكد مواطنو قرية تارية، المنتمية إداريا لبلدية العنصر 55 كلم شرقي الولاية جيجل، أنهم وجهوا سابقا، وفي العديد من الأحيان، شكاوى ذات صلة بالماء والعزلة والصحة إلى المجلس الشعبي القائم، لكن دون جدوى، بعد تلقيهم وعودا لا تقدم ولا تؤخر في الصعوبات المختلفة التي يحيونها يوميا، وفي مقدمتها العطش الذي يفتك بحوالي ألف نسمة. وقال مواطنون يقطنون بقرية تارية ل”الفجر”، إن المعاناة الرئيسية للسكان تكمن في غياب الماء عن حنفياتهم، حيث تعيش معظم العائلات وضعا مأساويا جراء انعدام هذه المادة التي لا يمكن الاستغناء عنها. وعن أسباب انقطاع الماء الشروب عن البيوت، لاسيما أن المشكل لم يكن مطروحا سابقا، أبرز محدثونا أن مياه القناة الرئيسية بدأت تتناقص بالتدريج إلى أن انقطعت بصفة نهائية. ويعود سبب ذلك، حسب مصادرنا، إلى إقدام بعض المواطنين “فوق العادة” من ذات القرية على تنصيب مضخات داخل منازلهم نسفوا من خلالها المياه التي كان ينتفع منها كل سكان القرية منذ سنوات، ناهيك عن الضرر الذي ألحقوه بتلاميذ المدرسة الوحيدة بالمنطقة، ضاربين بذلك عرض الحائط كل القوانين والقيم الإنسانية. مشاكل سكان قرية تارية لا تتوقف عند العطش الذي يفتك بحوالي ألف نسمة، بل تمتد إلى العزلة، إذ رغم قرب القرية من مركز البلدية، إلا أن السكان يجدون صعوبات جمة في تنقلهم وقضاء حاجاتهم من مدينة العنصر، بسبب التدهور التام للمسلك المؤدي إلى القرية، الذي يبقى أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى إصلاح وتهيئة، لاسيما أنه يتحول في الأيام الممطرة إلى مجاري مائية يصعب اجتيازها. وفي هذا الصدد يناشد سكان القرية المجلس البلدي الحالي التدخل وحل المشكل من جذوره، من خلال تسجيل مشروع لتهيئة الطريق ضمن برامج المخططات البلدية للتنمية للسنة القادمة.وفي الوقت الذي استفاد منه كل سكان القرية المذكورة من الكهرباء الريفية، فإنهم يبقون في حاجة ماسة إلى دعمهم بالغاز، خاصة أن موقع القرية القريب من المدينة لا يفرض تكاليف كبيرة لمؤسسة سونلغاز، علاوة على مرور القناة الرئيسية للغاز بمحاذاة القرية. وفي سياق متصل يناشد سكان القرية الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإصلاح الإنارة العمومية، إذ من بين المصابيح المنصبة بمختلف نواحي القرية لا يشتعل منها حاليا سوى مصباح واحد. وبالنسبة للجانب الصحي، فإن القرية المذكورة لم تستفد من أي قاعة علاج لتقديم الخدمات لأهل المنطقة، والمشكلة الكبرى تكمن في غياب أدنى الخدمات على مستوى عيادة مركز البلدية، لاسيما خلال الفترة الليلية، حيث لايزال السكان يستنجدون بمستشفى الميلية في العديد من الأمور الطبية. وأشار المواطنون الذين تحدثنا إليهم إلى أن سكان القرية قد وجهوا سابقا، شكاوى ذات صلة بالمشاكل المذكورة إلى المجلس الشعبي القائم، لكن دون جدوى، لأن أعضاءه لم يشبعوا السكان إلا بالوعود الزائفة..