تحصد تسربات الغاز يوميا عديد الضحايا لأسباب ترجعها الوزارة الوصية، إلى عدم مطابقة أجهزة التدفئة للمعايير الدولية التي تدخل السوق الوطنية، بينما يرجع التجار أسباب الحوادث إلى الاستعمال غير السليم أو غياب ثقافة الاستعمال لأجهزة التدفئة الذي أوقع العديد من ضحايا الاختناق بالغاز. يُبعد تجار ومستوردو أجهزة التدفئة اللائمة عنهم، حسب ما نقله موقع الإذاعة الجزائرية، بالقول إن المتسبب في حوادث تسرب الغاز في المنازل يتوقف على المختصين في تركيب الأجهزة وليس في الأجهزة في حد ذاتها؛ بينما اتهم آخرون التجار باستيراد أجهزة مغشوشة. وبين هذا وذاك، اختلفت بعض آراء المواطنين التي رصدتها القناة الأولى بشأن ثمن أجهزة التدفئة الذي يحدد - بطبيعة الحال - جودة الجهاز هو أيضا المحدد لدرجة أخطارها ولسلامة المواطنين منها. من جانبه، أكد مدير الرقابة وقمع الغش بوزارة التجارة، عبد الحميد بوكحنون، متحدثا للقناة الأولى أن مصالحه حجزت كميات معتبرة من أجهزة التدفئة التي تحمل العديد من العيوب المخالفة للمعايير القانونية. بدوره، دعا الرئيس المدير العام لشركة سونلغاز، نور الدين بوطرفة، الذي نزل ضيفا على حصة “حوار اليوم” للقناة الأولى، الهيئات المختصة على تشديد الرقابة أكثر على الباعة والمستوردين. كما حذّر المواطنين من مخاطر الاختناق بالغاز من خلال أخذ الحيطة والحذر والتهوية المستمرة للمنازل والبيوت، مؤكدا في الوقت ذاته أن سونلغاز تحاول بذل مجهودات للتقليل من الظاهرة. ويبقى المواطن بين كل هذه التجاذبات هو الضحية رقم واحد، حيث تؤكد مصالح الحماية المدنية على خطورة أجهزة التدفئة المغشوشة المتداولة في السوق تسببت معظمها في مقتل ما يقارب 140 شخصا خلال السنة الماضية. وتعد الجزائر العاصمة أحد أهم المناطق التي سجل بها أكبر عدد من التدخلات وأغلبها، في حين كانت الوفيات من نصيب سكان الهضاب العليا والولايات الداخلية. وكانت المديرية العامة للحماية المدنية قد سجلت 381 تدخلا لحالات الاختناق عبر الوطن خلال الأشهر العشر الأولى من السنة الماضية، تم من خلالها إنقاذ 697 شخصا من الموت المحقق، بينما هلك 132 شخصا. وقد أوعزت هذه المصالح السبب الأول في هذه الاختناقات إلى أجهزة التدفئة غير المتطابقة مع المواصفات العالمية والتي لا تحتوي على أي تحصين أمني ضد تسرّبات الغاز، والتي من المفروض أن تزود بها، غير أن أغلب المصنعين لا يتعاملون بها ولا يزودون أجهزتهم بها نظرا لكونها باهظة الثمن.