قالت الأممالمتحدة أن المعتقلين في الحرب الأهلية في ليبيا الذين يحتجزهم الثوار، ما زالوا يتعرضون للتعذيب. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود انسحابها من ليبيا احتجاجا على تواصل التعذيب رغم تنديداتها المتواصلة، كما تحدثت عن حصول بوكو حرام على أسلحة ليبية، وفي المقابل أعلن الناتو عدم اعتزامه العودة إلى ليبيا. وأبلغت بيلاي مجلس الأمن الدولي أنها تشعر بالقلق البالغ على آلاف السجناء المتهمين بموالاة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وكثير منهم من إفريقيا جنوب الصحراء الليبية. وأضافت بيلاي أن هناك ضرورة ملحة لخضوع جميع المعتقلات في ليبيا لسيطرة وزارة العدل ومكتب المدعي العام، وأن تدقق في أوضاع المعتقلين كي يفرج عنهم أو يقدموا لمحاكمة عادلة. ويقول مسؤول في الأممالمتحدة إن الحكومة الحالية تكافح من أجل السيطرة على المعتقلين لدى الكتائب الثورية التي شاركت في القتال، لكن يعرقلها نقص العاملين في السجون. كما قررت منضمة أطباء بلا حدود تعليق أعمالها في سجون مصراته. وذلك بسبب ما يتعرض له السجناء من تعذيب ويحرمون من الرعاية الطبية اللازمة. وتنشغل منظمة أطباء بلا حدود منذ شهر أوت 2011 بتوفير الرعاية الطبية لنزلاء السجون الليبية وعلاج جرحي الحرب هناك. لكن العاملين بالمنظمة لاحظوا تعرض السجناء لجروح جراء التعذيب الذي يتعرضون له أثناء الاستجواب الذي يحدث خارج مباني السجن. وقدمت منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية ل 115 من السجناء الذين تعرضوا للتعذيب، حيث وثقت هذه الحالات وأبلغت بها السلطات في مدينة مصراتة. ولكن في الشهر الحالي تعرض بعض النزلاء من جديد للتعذيب أثناء عمليات الاستجواب التي يخضعون لها. وفي سياق آخر، قالت الأممالمتحدة في تقرير نشر الخميس، إن الاضطرابات في ليبيا ربما سمحت لجماعات متشددة في منطقة الساحل الإفريقي مثل ”بوكو حرام” في نيجيريا والقاعدة، بالحصول على كميات كبيرة من الأسلحة. ويقول التقرير إن بعض السلطات تعتقد أن جماعة بوكو حرام المتشددة تقيم علاقات متنامية مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقال التقرير: ”أشارت حكومات الدول التي تمت زيارتها إلى أنه رغم جهود السيطرة على حدودها جرى تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من ليبيا إلى منطقة الساحل.. تشمل قذائف صاروخية ومدافع رشاشة وبنادق آلية وذخيرة وقنابل يدوية ومتفجرات ومدافع خفيفة مضادة للطائرات مركبة على عربات”. وفي غضون عامين، أصبحت ”بوكو حرام” مسؤولة عن عشرات الهجمات في نيجيريا وخارجها، حيث تشمل أهدافها نقاط الشرطة والكنائس، والأماكن المرتبطة ب”النفوذ الغربي”. ويبدو أن السلطات النيجيرية غير قادرة على محاصرة جماعة ”بوكو حرام” والحد من تأثيرها، ما يثير قلق الدول المجاورة وقيادة القوات الأمريكية في إفريقيا. ومن جهة أخرى، أكد إندرس راسموسين، أمين عام حلف شمال الأطلسي الناتو، أن الحلف قام بعملياته في ليبيا على أساس تفويض من الأممالمتحدة. وقال: ”لقد أنهينا هذه العمليات في 31 أكتوبر الماضي واكتملت مهمتنا. ليس لدينا أية نية للعودة إلى ليبيا”. تأتي تصريحات راسموسين في مؤتمر صحفي أمس في بروكسل.. وسط تقارير تفيد بأن المتمردين استولوا على مدينة بني وليد ويشكلون وحدات عسكرية جديدة في ليبيا. وحول تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز قال راسموسين إن ”الحلف كمنظمة ليس مشتركا في المفاوضات لكننا بالطبع نراقب الوضع عن كثب وبعض التصريحات من القيادة الإيرانية تثير القلق”. وحث أمين عام الحلف القيادة الإيرانية على الوفاء بالتزاماتها الدولية بما في ذلك وقف تخصيب اليورانيوم وضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز. وأشار راسموسين إلى النجاحات التي حققها الحلف في أفغانستان وقرب شواطئ الصومال خلال العام الماضي، مؤكدا أن نقل المهام الأمنية إلى القوات الأفغانية سيكتمل في موعده المقرر، وهو نهاية عام 2014. وحول العلاقات مع روسيا قال راسموسين إن الناتو لم يحقق تقدماً في المفاوضات مع روسيا بشأن نظام الدفاع الصاروخي في أوروبا.