أصدرت الأممالمتحدة، أمس، تقريرا جديدا أدنت فيه ”ثوار ليبيا”، قالت فيه أن الذين تمكنوا من إسقاط نظام العقيد المقتول معمر القذافي لا يزالون يقومون بعلميات تعذيب للمعتقلين الموالين للقذافي. وأوضح التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية أن المعتقلين في ليبيا والبالغ عددهم نحو سبعة آلاف معتقل تتم معاملاتهم بطريقة غير إنسانية، حيث يتعرضون للتعذيب، ولأنهم محرمون من حقوق كثيرة منها التمتع بإجراءات احتجاز إنسانية ومحاكمة قانونية بسبب عدم وجود قوات للشرطة وتعطل المحاكم في ليبيا، مشيرا إلى أن أغلب هؤلاء المعتقلين من الأفارقة الذين يشتبه بأنهم كانوا من المرتزقة في حقبة القذافي. قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن ”الثوار” الليبيين الذين أسقطوا نظام العقيد الراحل معمر القذافي ما زالوا يحتفظون بنحو 7 آلاف شخص في سجون ومراكز اعتقال مؤقتة في البلاد. وأوضح مون في تقرير جديد أن المجلس الانتقالي الليبي يقوم ببعض الخطوات لنقل المسؤولية عن المعتقلين من قوات الثوار إلى السلطات الحكومية، ولكنها غير كافية حيث لا يزال أمامه الكثير لجعل أمر اعتقالهم ضمن أوضاع قانونية رسمية ومنع إساءة المعاملة والقيام بإطلاق سراح أولئك المحتجزين الذين لا ينبغي أن يطول اعتقالهم. وتابع الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: ”أعتقد أن قادة ليبيا الجديدة ملتزمون فعلا ببناء مجتمع قائم على احترام حقوق الإنسان”، إلا أنه دعاهم في الوقت ذاته، من أجل تحقيق ذلك، إلى القيام بأسرع عمل ممكن، مهما كانت صعوبة الظروف، لإنهاء عمليات الاعتقال العشوائى وإساءة المعاملة والتمييز. ويعد هذا أول تقييم من الأممالمتحدة للوضع في ليبيا منذ نهاية الحرب الأهلية التي استمرت 8 أشهر في البلاد. من جهة ثانية، كشف المدعي العام المستشار وليد سواني أسماء المتهمين باغتيال عبدالفتاح يونس ومرافقيه، مشيرا إلى أنهم ستة أشخاص متهمون بالتورط في القتل المباشر ليونس ومرافقيه عقيد محمد خميس ومقدم ناصر مذكور. كما كشف سواني أسماء ستة قادة ومسؤولين سابقين للثوار قال إنهم متهمون بالشراكة في مقتل يونس ومرافقيه، موضحا أن كلا من نائب رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الانتقالي الدكتور على العيساوي، ورئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق مع عبدالفتاح يونس إبان القبض عليه في يوليو الماضي المستشار جمعة حسن الجازوى العبيدي، والقادة الميدانين أحمد سالم بوختالة وفرج ميلاد وحسن البكوش ومحمد فرج بن حميد متهمون بالاشتراك في مقتله ومرافقيه. دوليا، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج إن هناك خطرا يكمن في أن يحول المرتزقة الذين تم طردهم من ليبيا ولاءهم لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامى. وأشار هيج أمام مجلس العموم البريطاني، إلى أن بريطانيا قلقة أيضا من احتمال أن تقع أسلحة من المخازن الليبية التي لا تحظى بأي حراسة، في أيدي عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد سقوط معمر القذافي. وحذر من أن الشبكة التابعة لتنظيم القاعدة قد أقامت علاقات مع منظمة ”بوكو حرام” وهو تنظيم يتخذ من نيجيريا مقرا له ويضم مجموعة من المتطرفين الذين يشنون حربا طائفية دموية ضد الحكومة المركزية العاجزة هناك. وأوضح هيج أن هناك خطرا متزايدا يتهدد منطقة الساحل الممتدة من موريتانيا وحتى تشاد، لافتاً إلى أنّ بريطانيا تصعد جهودها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل”.