دعا الديوان الوطني للأرصاد الجوية إلى الاستغلال الحسن للمعلومات والمعطيات الصادرة عنه خلال النشرات اليومية والخاصة في الظروف الاستثنائية (سوء الأحوال الجوية) لتجنب الحوادث ومختلف الكوارث (سقوط ضحايا بلغ عددهم حتى الآن “أمس 25 ضحية”) وأخذ الحيطة والحذر، مشيرا إلى أنه يتوفر على 500 محطة منها 80 محطة متصلة مباشرة بالشبكة العالمية للرصد الجوي لإفادة مختلف الهيئات والمؤسسات بآخر التطورات الجوية. يرتكز عمل المهندسين العاملين في الديوان الوطني للأرصاد الجوية على المراقبة المستمرة للمعطيات والمعلومات التي يتلقونها من المحطات الموزعة على المستوى العالمي، 14 ألف محطة تغطي الكرة الأرضية، منها أكثر من 500 محطة موجودة في الجزائر منها 80 محطة مربوطة مباشرة بالشبكة العالمية للرصد الجوي التي تعمل بنمط موحد وبأجهزة وعتاد موحد أيضا. انتقلت “الفجر” أمس إلى مقر الديوان الوطني للأرصاد الجوية الكائن مقره بالدار البيضاء بالعاصمة، ووقفت على عمل المختصين في مجال الرصد الجوي الذين يرتكز عملهم اليومي والدائم على المراقبة من خلال معرفة تأثير الظروف المناخية (الرياح، الأمطار... إلخ) حسب المكان الذي تكون وتحدث فيه. 500 محطة منها 80 متصلة مباشرة بالشبكة العالمية للرصد الجوي ويقول المكلف بالإعلام على مستوى الديوان الوطني للأرصاد الجوية السيد إبراهيم عمبر في تصريح ل”الفجر” أن مهام الرصد الجوي هي مهام عالمية، فأي دولة تعمل بطريقة موحدة وتجهيزات موحدة، فالتي نجدها في الجزائر نجدها في دول أخرى، لكن بالرغم من هذا فإن كل المجهودات المبذولة من طرف المنظمة العالمية للرصد الجوي تبقى غير كافية بالنظر إلى أن بعض المناطق تفتقد للتغطية منها المحيطات، والمناطق القطبية والصحراوية، ولهذا السبب يتم الاستعانة بالأقمار الصناعية التي يبلغ عددها 8 أقمار صناعية، فالجزائر تعتمد على قمرين صناعيين هما (METOSAT) الذي يغطي أوروبا وإفريقيا، والقمر الصناعي الأمريكي (NOAA). وتابع المتحدث كلامه “المعمول به أن لكل محطة موجودة في الجزائر رقم معروف يحدد المنطقة والمدينة التي تتواجد بها، مثلا شمال إفريقيا رقمها 60، وهو ترميز عالمي، منطقة الجزائر ما بين 300 إلى 700 وبهذه الطريقة يتم تبادل المعلومات وسهولة انتقالها بين الدول في العالم، كما توجد محطات ثانوية تخص مثلا الفيضانات وهذا للحد منها، وأخرى لمكافحة الجرد، وعلى العموم هذه المحطات تكون طبقا للتضاريس. أرقام ورموز تتحول إلى نشرات جوية يومية وخاصة أما بخصوص كيفية إعداد النشرات اليومية التي نسمعها بالمذياع ونشاهدها على التلفزيون ونطالعها في الصحف، كشف المتحدث ذاته أن العمل يكون على الشكل التالي: تصلنا تباعا إلى المركز الوطني، تتألف من عدة أرقام، ويتم تحليلها من طرف المهندسين إلى رموز توضع تبعا فوق الخرائط المناخية، أمام العملية الثانية التي تلي هذه تكون خطوط الضغط الجوي لأن أول عنصر أساسي تتم دراسته في المناخ هو الضغط الجوي، الذي يتم تحليله يوميا، أما العملية الثالثة فتكون خريطة الضغط الجوي التي توضح مناطق الضغط الجوي المنخفض ومناطق الضغط الجوي المرتفع، ولأن الاحتكاك الذي يحدث بين المناطق هو الذي تتولد عنه الاضطرابات الجوية، ويرمز للضغط الجوي العالي بالرمز (H)، والضغط الجوي المنخفض بالرمز (L) وبعد تحليل المعطيان يتم إصدار نشرات جوية حسب الحالة الموجودة ويتم اللجوء إلى النماذج المناخية. نشرات جوية كل ساعة خاصة بالطيران، وكل 6 ساعات للملاحة البحرية أمام بخصوص عمل مهندسي الأرصاد الجوية بالتنسيق مع مختلف المصالح على غرار المطارات التي يغطيها الديوان والبالغ عددها 23 مطارا، قال رئيس قسم التنبؤات جمال كيتون في تصريح ل”الفجر” إن التحاليل تكون 24 ساعة على 24 وتكون حسب المعطيات التي تصل إلى المحطة، فالنشرة الجوية التي تبعث إلى المطار مرتبطة أساسا بسرعة الرياح، اتجاهها، شدتها، الرؤية، طبقات السحب وتكون كل ساعة، أما بخصوص الملاحة البحرية فتكون كل 6 ساعات طبقا لخصوصية حركية السفن في البحار. ويعود المكلف بالإعلام بالديوان الوطني للأرصاد الجوية إبراهيم عمبر إلى الحديث عن أهمية الرصد الجوي فيقول إن هذا الأخير ساهمت في تطوره الملاحة الجوية وهذه الأخيرة استفادت من الخدمات التي يقدمها لها، كما أنه خلال العملية يتم استغلال الظروف المناخية والاضطرابات الجوية التي تحدث أحسن استغلال لحماية الأرواح والممتلكات وخدمة الاقتصاد وبالتالي فإن نشاط الرصد الجوي يكون بمثابة وسيلة أمن. وعن النشرات الجوية الخاصة التي تم إصدارها منذ بداية السنة الجارية الأولى تخص تساقط الأمطار وكانت في 15 جانفي المنصرم وتلتها 7 نشرات أخرى، أما النشرات الجوية الخاصة بتساقط الثلوج فكان عددها 5 الأولى كانت بتاريخ 16 جانفي المنصرم.