ينظم مخبر الترجمة في الأدب واللسانيات لجامعة متنوري بقسنطينة، يومي الرابع والخامس شهر أفريل القادم، ملتقى وطني يتناول إشكالية القصيدة الروحية في الشعر الجزائري الحديث. وتأتي التظاهرة التي يشارك فيها مختصون من الجزائر وبعض الدول العربية تكريما لأبرز الأسماء الشعرية الجزائرية التي خدمت الأدب بصفة عامة والشعر بشكل خاص في الجزائر. ويعرف الحدث الثقافي مشاركة مميزة من طرف باحثين وأساتذة جامعيين من مختلف الجامعات الجزائرية إلى جانب شعراء وثلّة من أهل الاختصاص من بعض الدول العربية على غرار الشاعرة التونسية أمال موسى التي تحل ضيفة شرف الملتقى الذي تدوم فعالياته يومين كاملين، حيث سيكرّم فيه الشاعر الجزائري عبد الله حمادي الذي عرف باستمراره في تجديد وتطوير تجربته الشعرية التي تعود بداياتها إلى فترة السبعينيات أين أبرز مجموعة من المفاهيم المتعلقة بمصطلح ما أسماه ب”القصيدة الروحية” والتي تعني ما بعد الحداثية، حيث صنّفها بمثابة الوريث الشرعي للقصائد النثرية المأخوذة عن الحب وأسمى معانيه، بالإضافة إلى اللغة الضوئية وأشهر تجلياتها، وكذا التمرد على التقليد الفني الموروث الذي يعتبره إحدى الدلالات والعلامات الجديدة في الخارطة الإبداعية العصرية، إلى جانب الشعر الصوفي. وسيتطرق المشاركون على مدار يومين كاملين من خلال مجموعة من المحاضرات والندوات الأدبية إلى جملة من المواضيع ضمن أربعة محاور تدور حول الحركة الشعرية في الجزائر، لا سيما المتعلقة بموضوع القصيدة الروحية، متخذين من قصيدة ”انطق عن الهوى” للشاعر عبد الله حمادي أنموذجا للدراسة والتحليل، ومنها ماهية الشعر الجزائري الروحي المعاصر، مدارج الشعر الروحي، الصوفية التراثية بين الشعر الصوفي والصوفية الروحية عنصر من عناصر القصيدة الروحية، فيما يتناول المحور الثاني خصائص ومكونات القصيدة الروحية وأهم ما يميزها عن غيرها من القصائد الشعرية، وكذا بعض النقاط المثيرة للجدل في الجانب الديني كالقصيدة الروحية بين التأله والتجاور واللازمنية. واختار المحاضرون في ذات الصدد ديوان ”انطق عن الهوى” للشاعر عبد الله حمادي أنموذجا من خلال تخصيص محور كامل مقسما إلى عديد المباحث كتجربة القصيدة الروحية في هذا الديوان، اللغة الإشعاعية وإيقاع الحضور، الحب والحب الآخر، وكذا التشكّل الأيقوني في الديوان، بهدف إماطة اللثام عن روّاد الشعر الروحي في الجزائر وتطوره من التأسيس إلى التوهج، وماهية هذا النوع من القصائد. للإشارة، فإن القائمين على الملتقى يرون بأن التجربة الشعرية لعبد الله حمادي خاصة ديوانه ”البرزخ والمسكين” ستكون الانطلاقة الحقيقية والفعلية لمفهوم الشعر الجزائري الحديث، وعلى إثره تم اختيار ديوان ”انطق عن الهوى” كنموذج لذلك. من جهته، قرر مخبر الترجمة بكلية الأدب واللسانيات بجامعة منتوري بقسنطينة طبع بحوث ومحاضرات هذا الحدث الثقافي وجمعها في كتاب بالتعاون مع دار الألمعية للطباعة والنشر.