دعا كتّاب وروائيون وشعراء، ومنهم الدكتور شريبط، في ملتقى مالك حداد في طبعته الرابعة وزارة الثقافة الإسراع في جمع آثار الشاعر رمضان حمود قبل أن تتعرض إلى التلف وإخضاعها إلى الدراسة والتحليل عن طريق تنظيم ملتقيات، وطبع جميع أعماله الشعرية والنثرية كاملة، وهذا احتفاء بذكراه وإعطاءه حقه الأدبي الذي يستحقه. قدم الدكتور والمؤرخ عبد الله حمادي دراسة أدبية أبرز فيها أوجه التماثل بين الشاعر أبو القاسم الشابي ورمضان حمود، سواء من جانب المولد والانتماء والدراسة بجامع الزيتونة، وولعهما كذلك بالمطالعة ومعرفة الجديد عبر الساحة الأدبية والثقافية، وكان التماثل بينهما حتى في الموت المبكر، فقد كانت تجمع بين الشاعرين نزعة تجديدية ضد المتعصبين للتراث العربي. وفي نفس الوقت كانت تجمعهما نزعة وجدانية رومانسية، وقال حمادي خلال الملتقى الوطني الرابع مالك حداد إنه للأمانة العلمية التاريخية أن الشاعر الجزائري رمضان حمود، كان السبّاق إلى الشعر من أبو القاسم الشابي، بدليل أن قصائده كانت تنشر في جريدة وادي ميزاب وجريدة النهضة اللتان كانتا تصدران من تونس، ولا يعقل أن يكون غير مطلع عليها لأنها كل ما كان ينشره رمضان حمود متداول في تونس، لكن إمكانياته كانت محدودة كما يقول الدكتور عبد الله حمادي، لأن الرجل مرض في تونس واضطره المرض العودة إلى مسقط رأسه بوادي ميزاب -الجزائر-. وكان رمضان حمود السبّاق إلى اقتحام عالم الترجمة في الجزائر، وأما الذين سبقوه كانوا مترجمين للفرنسيين، في حين كان ابو القاسم الشابي السباق في الخروج عن أوزان الخليل، واقنع خصومه أن الوزن و القافية غير ضروريان في الشعر، كما أخرج عقدة المشارقة واحتقارهم للمغاربة، وقد قال فيهم ابن حزم ما يلي: (أنا شمس في جو العلوم منيرة، ولكن عيبي أن مطلعي الغرب، ولو أنني من جانب الشرق طالع، لجدّ من طالع عن ذكري النهب، ما كشفه الدكتور عبد الله حمادي أن الشابي كان يتحاشى في آثاره ذكر كل ما يصدر في الجزائر والأحداث التي عاشها البلد في سنة 1926، كما كان هذا الأخير لا يتقن اللغة العربية و أنه الوحيد الذي كان يكتب في مجلة ( أبولو)، وما المحاضرة التي قدمها في نادي الصحافة عام 1929 إلا دليل قاطع على أنه كان على دراية بالأدب الأجنبي. غير أن كلا الشاعرين درسا التراث العربي و الدعوة إلى تجديده وبعثه من جديد، و كان الاثنان اللذان وقفا للشاعر أحمد شوقي الذي كانت الأمة العربية تأهب لتتويجه أميرا للشعر العربي، ولأول مرة يصدر اتفاق مغاربي ثقافي عندما أصدر زين العابدين السنوسي مختارات للشعر التونسي في القرن الرابع عشر هجري أي في الفترة الممتدة بلين 1927 و1928، واتفق شعراء مغاربة و منهم محمد بن عباس القباج سنة 1929. وبالرغم من كون الشابي من الداعين إلى التجديد، فقد سمح له العلامة عبد الحميد ابن باديس وهو من المدافعين على التيار المحافظ أن يكتب في مجلة الشهاب ويتركه يتطاول على أحمد شوقي، فكانت كتابته أكثر حدة عن المقالات التي كان يكتبها العقاد في شوقي، والشيء نفسه بالنسبة للشاعر رمضان حمود، يذكر الدكتور عبد الله حمادي نصا نادرا جدا وهو عبارة عن تأبينية الشاعر رمضان حمود كتبها و قرأها ابن باديس نفسه، يقول فيها: (كان رمضان حمود الأديب الناظر، وركنا من أركان النهضة الأدبية الجزائرية، ولو أمهلته الأيام لكان نابغتها في الأدب، حيث كان شغوفا ببليغ الشعر العصري، وكان ألإمام عبد الحميد ابن باديس يحفظ حكم الشاعر رمضان حمود والشابي، لأن شعرهما جاء كونيا اجتماعيا سهلا قي أسلوب رصين. يقول الدكتور شريبط في الشاعر أبي القاسم الشابي أن هذا الرجل عشق الجزائر و أحبها مثلما عشق جمالها رمضان حمود، لكن رغم فارق السن بين العشرينيات و2011 ما زالت كتابات رمضان حمود مشتتة و متفرقة و لم تحتف لا النخبة و لا الوزارة بذكراه وهو الرجل الذي نظّر للقصيدة الحُرَّة ودعا إلى قصيدة جديدة تعتمد على الموسيقى في نهاية الخمسينيات، إشارة منه إلى القصيدة النثرية، ودعا الدكتور شريبط المسؤول الأول على وزارة الثقافة خليدة تومي إلى تنظيم ملتقى وطني حول رمضان حمود الشعرية والنثرية وأن تطبع أعماله كاملة.