يشتكي سكان بلدية بوراوي بلهادف بولاية جيجل من عزلة حقيقية ناجمة عن انقطاع طرقات مشاتيها، جراء الثلوج المتراكمة، على غرار غدير الكبش وأولاد مسعودة والصباح وأولاد خلاص وأولاد زعيط، حيث يعانون في المدة الأخيرة من مشكل انعدام قارورات الغاز، إذ عادوا كنتيجة لذلك، لاستخدام الحطب في الطهي والتدفئة.وفي هذا السياق، يطالب السكان السلطات المحلية التدخل العاجل لتوفير قارورات الغاز، لا سيما في ظل نفاد الحطب لدى العديد من العائلات، إضافة إلى توفير مختلف المواد الغذائية الأساسية الغائبة حاليا عن المحلات المتواجدة بالقرى المذكورة. وحسب تصريح مواطنين يقطنون بالبلدية المذكورة ل” الفجر”، فإن عديد العائلات قد فقدت حيواناتها لانعدام العلف وتواصل عزلة المشاتي، وبالتالي يشتكون من فقدان أهم مورد لحياتهم، لا سيما الأبقار التي كانت إلى وقت قريب توفر لهم الحليب والزبدة. كما اشتكى المواطنون من الكارثة التي حلت بهم، جراء إتلاف الثلوج لأشجار الزيتون، والتي تعتبر بالنسبة لهم إحدى المصادر الأساسية لمعيشتهم اليومية. وفي هذا الصدد يطالبون الهيئات المعنية، بتشكيل لجنة لمعاينة خسائر العائلات وتعويضهم بالتنسيق مع المصالح الفلاحية، كما يطالبون السلطات المحلية التدخل العاجل لمعالجة مشاكل بعض الفئات الاجتماعية المحتاجة للتضامن في ظل هذه الظروف الجوية الصعبة على غرار المرضى المصابين بالأمراض المزمنة والمعنيين بتصفية الدم، والعجزة المعوزين والمحتاجين، إذ علمنا بأن هناك الكثير منهم يعيشون بمفردهم داخل بيوتهم. وتكمن المصيبة الكبرى لسكان مشاتي بلهادف خلال هذه الأيام، في الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، حيث يرى السكان بأن حجة سونلغاز في صعوبة الوصول لأماكن الأعطاب صارت واهية، بعدما تم فتح الطريق الولائي، الذي يربط البلدية المذكورة ببلدية العنصر. من جهة أخرى، لم يخف منتخبان بالمجلس الشعبي لبلدية بوراوي بلهادف في تصريحهما ل”الفجر”، هول معاناة السكان، لا سيما في المشاتي المذكورة، موضحين بأن السلطات البلدية والولائية لم تدخر أي جهد للتخفيف من معاناتهم، وهذا من خلال التواجد في الميدان مع المواطنين ومساعدتهم على فك العزلة عليهم وتزويدهم بالمواد الغذائية في إطار التضامن الذي أبدته العديد من الجمعيات والهيئات، ناهيك عن توفير قارورات الغاز للمواطنين، المطالبين بتنظيم أنفسهم ونكران الذات حتى يتمكّن الجميع من الاستفادة من هذه المادة الحيوية، لا سيما بعد عودة الثلوج، ليلة أول أمس، حيث تسببت في تفاقم معاناة المداشر المعزولة.