سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فن الخط المغربي قائم على العفوية والتلقائية الغائبة في الخط المشرقي أبرز قوة وجمالية الخط المغربي، الخطاط سعيد بودودة ل”الفجر” أبرز قوة وجمالية الخط المغربي، الخطاط سعيد بودودة ل”الفجر”
أشار الخطاط سعيد يحي بودودة إلى أن فن الخط يختلف عن اللوحات الفنية باعتباره يقاس بأسماء الخطاطين بعيدا عن التكلف والذاتية التي تغلب على العمل، في إشارة منه إلى الخط المغربي الذي يحمل بعض الخصوصيات المميزة للمنطقة المغاربية، وكذا اختلافه مع الخط المشرقي في عديد النقاط انطلاقا من تجربته في هذا الفن. عن هذا الموضوع قال الخطاط سعيد يحي بودودة، في حديث جمعه ب”الفجر”، إن فن الخط يعد واحدا من أبرز الفنون الجميلة لكنه يختلف في الشكل والمضمون وكذا أدوات الكتابة والرسم عن باقي الفنون التشكيلية، لاسيما ما يتميز به الخط المغربي العفوي الذي يتباين في جوانب كثيرة مع الخط المشرقي الجاف، حيث استعرض بدايته في هذا المجال، والتي بدأت في الصغر بالتحاقه بالمدارس القرآنية والكتاتيب إلى أن توج بالجائزة الأولى بتركيا في الخط المغربي، بعد مسيرة استطاع من خلالها تعلم مشارب هذا النوع من الفن والاستلهام من رواده، حيث نوه إلى التشابه الكبير بين فن الخط وأدوات كتابته وبين ما يستعمل في تدريس القرآن من حبر وأقلام القصب والتي كان لها طابع جمالي خاص. وقال في ذات الصدد إن الخطاط يبتعد عن توظيف الذاتية والتكلف عكس ما نراه في رسم اللوحات الفنية والرسومات التشكيلة، ويقاس هذا بمدى أسماء الخطاطين وبراعتهم وبلوغهم الذروة في نوع معين من أنواع الخطوط، على غرار الخطاطين سامي أفندي ومحمد شوقي في الخط المغربي إبان القرن التاسع عشر، وهو ما يشكل الفارق بين مواضيع اللوحة على مستوى قراءتها وتحليلها. وحسب المتحدث فإنه توجد لحظات مميزة تحمل قيمة معنوية كبيرة، وكذا نقاط حساسة تعبر عن وجهات نظر مختلفة بالنسبة للمتلقي ورؤية واحدة من الفنان تتعلق بالنشوة التي تتمكن من فك إشكال اللوحة المرسومة كل مرة. وفي نفس السياق يعتقد سعيد بودودة أنه معروف عن الخط المغربي أنه لا يخضع إلى مقاييس وموازين مثل التي يعتمد عليها الخط المشرقي حول مجال التعليم والتكوين، حيث يعطي مرونة للشخص بإبراز إبداعه وإيجاد أساليب خاصة انطلاقا من عدة طرق يتم المزج بينها، لتقدم في نهاية المطاف أسلوب فني وتقني خاص بالخط المغربي وبأي خطاط مهما كان، بالإضافة إلى بنائه القائم على العفوية والتلقائية التي عرفت بها شعوب المغرب العربي دون استعمال التزويق والتنميق، مع الاحتفاظ بنفس السمات والخصوصيات التي انعكست على خطهم وطريقة تعبيرهم. من جهة أخرى يساعد الإنسان بصفة عامة والمتمدرس بشكل خاص لأن لا يحاكي أساتذة هذا الفن بنسبة مائة بالمائة، بل يسعى مع مرور التجربة ونضجها لوضع بصمته وأسلوبه ومنهجيته في الرسم، عكس المشرقي الذي يتقيد الموهبة ويفرض طريقته على الخطاط وبالتالي هو ما يجعل العمل روتينيا. وعلى حد قول الخطاط سعيد فإن الأمر راجع إلى وجود نظم تتحكم في طريقة الكتابة ومعالجة الموضوع سواء من زاوية الشكل أو المحتوى.