ونقل عن الدكتور سليمان حاشي مدير المركز الجزائري للأبحاث في التاريخ وما قبل التاريخ قوله إن الجامعة الجزائرية "لم تتوسع في البحث عن سمات شخصية الأمير"، الذي يلقبه المؤرخون بمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، داعيا إلى تسليط الضوء على الجزائر في القرن ال 19. وشهد الملتقى حضورا رسميا وأكاديميا واسعا ومميزا، حيث أكد حاشي أن التحضير لهذا الملتقى كان خاصا، نظرا لمكانة الأمير عبد القادر ودوره في الداخل والخارج، مشيرا إلى أنه الملتقى الثاني عشر الذي تختم به سلسلة الملتقيات المبرمجة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. ومن جانب آخر عرف الملتقى حضورا كثيفا للوفود العربية والإسلامية والأوربية، من بينهم وزير الداخلية الفرنسية السابق جون بيار شوفنمان، الذي أكد أن ''الأمير شخصية فريدة وكاملة، أظن أننا لا نمتلك في فرنسا شخصية تضاهيه". وأضاف شوفنمان الذي يرأس جمعية الصداقة الجزائرية الفرنسية أن الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر تعد فرصة من أجل ''التوصل لوعي مشترك بأن الاستعمار شيء لا يحتمل". ومن جانبه أوضح رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر محمد بوطالب أن العاصمة الفنزويلية كراكاس شهدت مؤخرا احتفالا لتدشين ساحة الأمير عبد القادر، مؤكدا أن الأمير عبد القادر أب كل الجزائريين دون استثناء. وكانت أول مداخلة في الملتقى للبروفيسور زعيم خنشلاوي، بعنوان ''شجرة الحياة''، في إشارة إلى ما يعرف بشجرة الدردار التي بايعت تحتها القبائل الجزائرية في 27 نوفمبر الثاني 1832 الأمير عبد القادر، بسهل غريس قرب مدينة معسكر غربي الجزائر، ليقود من خلالها مقاومة ضد الاحتلال.