تساءل الروائي الدكتور واسيني لعرج، أمس، في تصريح ل''الخبر''، عن عدم الاستمرارية والجدية في إنجاز مشروع الفيلم السينمائي ''الأمير عبد القادر''، رغم ما عرفه من أطوار متقدمة منذ سنتين، بعد مروره بالحكومة ورئاسة الجمهورية، وذلك على هامش انطلاق أشغال الملتقى الدولي ''عبد القادر.. رجل عابر للزمن''، بقصر الثقافة في تلمسان. قال واسيني لعرج إنه دعي لإعطاء تصوره المبدئي حول إنجاز مشروع الفيلم السينمائي ''الأمير عبد القادر''، حيث أبدى اهتمامه بالجانب الإنساني الذي طغى أكثر على حياة الأمير عبد القادر خارج الجزائر، في سفرياته، وحواراته، وإسهاماته، وكذا قدرته العجيبة على الدخول في حوارات منفتحة على المعاصرة، حتى مع غير المسلمين. وأضاف الروائي لعرج أن حوار الأمير عبد القادر مع أسقف الجزائر المونسينيور ديبيش، في القرن التاسع عشر، كان من أجمل وأروع الحوارات في جانبها الإنساني، مردفا ''وهو البعد الذي أراه مناسبا وضروريا في أي عمل سينمائي حول الأمير، بعيدا عن كل وسم متحفي أو عسكري، وطبعا دون إغفال جانب المقاومة''، متسائلا ''لا أدري لما لا يوجد استمرار وجدية في إنجاز مشروع الفيلم، رغم ما عرفه من أطوار متقدمة، بعد مروره بالحكومة ورئاسة الجمهورية''. وشهد الملتقى الذي افتتحت أشغاله رسميا، صبيحة أمس، حضورا رسميا وأكاديميا واسعا ومميزا. حيث أشار الدكتور سليمان حاشي، مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ علم الإنسان والتاريخ، أن التحضير لهذا الملتقى كان خاصا، نظرا لمكانة الأمير عبد القادر ودوره في الداخل والخارج، مشيرا إلى أنه الملتقى الثاني عشر الذي تختم به سلسلة الملتقيات المبرمجة في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. وعرف الملتقى الذي يتواصل إلى غاية 28 فيفري الجاري، حضورا كثيفا للوفود العربية والإسلامية والأوربية، وكذا ممثلين عن وزارة الدفاع الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني، في الجلسة الافتتاحية. من جانبه، أشار رئيس مؤسسة الأمير عبد القادر، محمد بوطالب، إلى الاحتفال الأخير الذي جرى في العاصمة الفنزويلية كراكاس، لتدشين ساحة الأمير عبد القادر، مؤكدا أن الأمير عبد القادر أب كل الجزائريين دون استثناء. وكانت أول مداخلة في الملتقى للبروفيسور زعيم خنشلاوي، بعنوان ''شجرة الحياة''، وتطرق فيها إلى رمزية البيعة ورمزية الشجرة التي بويع تحتها الأمير عبد القادر، بسهل غريس قرب مدينة معسكر غربي الجزائر، معتبرا أن البيعة تكتسي بعدا صوفيا، واستلهمها من مشهد بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة الكرام الرسول صلى الله عليه وسلم، في استرجاع لنسيج تاريخي ممتد من دولة النبي عليه السلام التي أقامها في المدينة، إلى دولة الأمير عبد القادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.