عرّت نسبة الأمطار المتساقطة على ولاية عنابة، مؤخرا، عيوب أشغال البنية التحتية عبر بلديات البوني، سيدي عمار والحجار، حيث ظهرت جليا نوعية الإنجازات التي اتضح أنها غير مطابقة للمقاييس، بدليل تحول الطرقات إلى برك ضخمة للمياه التي كانت وراء شلل حركة المرور. كما تأثرت محطات توزيع الكهرباء التي تعرضت 4 منها للانفجار، ما حرم عديد السكان من الكهرباء ل3 أيام متتالية، ما سيكون وراء إجبارية ضخ أغلفة مالية لإعادة تصليح هذه المحطات من جهة، وإعادة تعبيد وتهيئة الطرقات من جهة أخرى، ناهيك عن عمليات صيانة البالوعات وغرف الصرف التي تعتبر إشكالية صعبة للغاية في ولاية عنابة. في الوقت الذي كان التخوف قائما من غمر وسط المدينة بمياه الوديان التي تقطعها، غرقت الطرق الولائية الرابطة بين بلديات الولاية ووسط عنابة وهذه الأخيرة بباقي الولايات، حيث عدا تسجيل بعض انهيارات المباني العتيقة عبر أحياء البلاص دارم، تجنبت لأول مرة مدينة عنابة فيضانات شوارعها، واعتبر الأمر ثمرة مجهودات عمال البلدية الذين عكفوا على تهيئة وصيانة شبكات الصرف الني أدت وضيفتها بشكل جيد، ما جنب الحوادث المأساوية التي شهدتها أحياء البرتقال، برمة الغاز، الحطاب، شارع ابن خلدون وغيرها من الأحياء عند تساقط كميات معتبرة من الأمطار خلال السنوات الفارطة، إلا أنه سجل تدهور كبير لوضعية الطرقات بوسط مدينة عنابة، مع العلم أن أشغال الحفر التي تباشرها مصالح “سياتا عنابة”، كانت وراء تأزم الوضع برمته بحي لمبيا، ما خلف تذمر السكان للانتشار الهائل لكميات الطين الناجمة عن أشغال صيانة امتد عمرها أكثر من 3 أشهر كاملة، رفقة أشغال إعادة تجديد و تهيئة حديقة الحرية التي بدورها تعرف وضعية كارثية، سببها التماطل في إنهاء الأشغال التي شوهت النسيج العمراني الحضري، الذي بدا في أسوأ حلة له عقب تهاطل كميات الأمطار خلال 48 ساعة متواصلة لم تسفر على وفاة أشخاص بالولاية، غير أنها أخرجت للعلن تلاعبات واضحة في أشغال إنجاز سكنات شهدت شققها فيضانات بسبب شقوق واسعة بجدرانها عبر أحياء 200 مسكن في البوني، وحي 1960 سكن الجديد بمحاذاة القطب الجامعي.