كرم رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، ست مجاهدات، بعضهن أرامل شهداء والبعض الآخر أمهات شهداء، إلى جانب تكريم إطارات وممثلات بعض من شرائح المجتمع، وذلك خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، تقديرا لكفاحهن المرير ضد الاستعمار الفرنسي ولدورهن في ترقية حقوق المرأة وتحقيق التنمية. فقد كرم السيد عبد العزيز بوتفليقة، في حفل نظم بفندق الأوراسي بالجزائر، أول أمس، كلا من المجاهدة بن مسعود مباركة، أرملة شهيد وأم لشهدين من ولاية باتنة، المجاهدة جعلاب ربيحة، أم لأربعة شهداء من قالمة، المجاهدة وأرملة شهيد حاكم سعدية من تيزي وزو، المجاهدة وأرملة شهيد بوكاني خيرة من البليدة، المجاهدة وأرملة شهيد عبد السلام ثاي زهرة من تلمسان والمجاهدة وأرملة شهيد عماري حدة من بسكرة. كما كرم رئيس رئيس الجمهورية كلا من السيدة عبروك بن تليس سميرة، حائزة على شهادة دكتوراه في الإحصاء وفي الطب، السيدة العمري عتيقة، رئيسة اتحاد المعوقين حركيا لولاية الجزائر، السيدة كتاب حميدة، باحثة في الطب وعضو في عدة جمعيات لمحاربة داء السرطان والسيدة الموهوب تقري عواوش باحثة في مجال التكنولوجيات الحديثة، عرفانا لهن بالجهود التي يبذلنها في إطار نشاطاتهن المستمرة. وتحصلت المكرمات على شهادات شرفية وهدايا رمزية عرفانا لهن بالتضحيات الجسام أثناء الثورة التحريرية وبالدور الذي لعبنه في خدمة الطب والعلم والتكنولوجيا. كما تلقى رئيس الجمهورية تكريما من النساء الجزائريات في عيدهن العالمي الذي تزامن هذه السنة مع تحضير الجزائر للاحتفال بالذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، ونابت السيدة سعدية نوارة جعفر، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة، عن النساء الجزائريات خلال هذا التكريم بإهداء رئيس الجمهورية لوحة فنية عرفانا له بدعمه لقضايا وشؤون المرأة. وتشير هذه اللوحة التي رسمتها الفنانة جهيدة هوادف إلى بطلة المقاومة الشعبية لالا فاطمة نسومر. وأكد رئيس الجمهورية الإصلاحات الموجهة للمرأة داعيا إياها لافتكاك مكانتها الحيوية من خلال صناديق الاقتراع والتعبير بكثافة وحماس عن طموحاتها وعزمها على تعميق المسار الديمقراطي، تطبيقا لما جاء من مساواة في الدستور من حيث الحقوق والواجبات بين المواطنات والمواطنين سواسية، وذلك في رسالة كان قد وجهها الرئيس عشية الاحتفال بالعيد العالمي للمرأة، حيث أشار إلى مبدأ الحصص الذي تضمنه القانون العضوي المتعلق بتوسيع مشاركة المرأة في المجالس المنتخبة، معتبرا أنه كان من الضروري ''البدء في تكريس هذا المبدأ الذي سيسمح بتعزيز وجود المرأة في الهيئات المنتخبة''، حيث قال الرئيس إنه سيأتي الوقت الذي ينبغي فيه للمرأة أن تتولى المسؤولية الاجتماعية وفقا للدور الذي تقوم به في المجتمع من جهة، وحسب النسبة التي تمثلها ديمغرافيا من جهة أخرى، مشيرا إلى أن الدولة ستتحمل مسؤوليتها الدستورية كاملة حتى يحين ذلك الوقت. كما ذكر رئيس الجمهورية بالمكتسبات التي حققتها المرأة الجزائرية في المجالات السياسية والاجتماعية وكذا الثقافية، مؤكدا أن الجزائر أقرت في دستورها جملة من المبادئ تسمح للمرأة بممارسة واجباتها وحقوقها بشكل كامل في كل القطاعات عرفانا لها بنضالها، خاصة إبان حرب التحرير الوطني لاسترجاع الحرية والسيادة، وكذا نضالها المستمر لبناء الوطن ورفع التحدي. كما تطرق رئيس الدولة في رسالته بهذه المناسبة إلى الجهود المبذولة لإزالة العراقيل التي كانت تحول دون تمدرس المرأة، مثمنا ما تم تحقيقه من مكتسبات، إذ أصبحت الجزائر تعتز بالنسبة المسجلة في تمدرس الإناث وكذا تفوق عددهن مقارنة بالذكور في مرحلة التعليم العالي وذلك بفضل إنجاز ألفي ثانوية على مستوى 1541 بلدية و98 مؤسسة للتعليم العالي عبر 48 ولاية، مشيرا إلى أن التزايد الذي شهده عدد الإناث في مختلف ميادين النشاط يؤكد الأثر الإيجابي لسياسات التكوين والتشغيل والحماية الاجتماعية التي استفادت منها المرأة، كما سمحت لها هذه السياسات بالمساهمة في الحياة الاقتصادية بشكل واسع. وفي هذا السياق؛ شدد الرئيس بوتفليقة على ضرورة التكامل بين السياسات العمومية التي تنتهجها الحكومة والأنشطة المحققة من أجل التنمية حتى يتم تجسيد الأهداف المسطرة التي ''ينبغي أن لا تتأخر''. وأقام رئيس الجمهورية مأدبة غداء على شرف الحاضرات خلال الحفل الذي نشطته فرقة نسوية للموسيقى الأندلسية، وقد حضرت هذا الحفل نخبة من النساء الجزائريات من مختلف ولايات الوطن من مجاهدات، مسؤولات وإطارات، وكذا إعلاميات وممثلات المجتمع المدني، ومنتخبات وبرلمانيات، إلى جانب الوزير الأول وبعض الشخصيات الحكومية. وجاء الاحتفال بعيد المرأة هذه السنة في سياق ميزته الإصلاحات التي استفادت منها هذه الشريحة تعزيزا لتكريس المسار الديمقراطي وتحقيق مبدأ المساواة وخدمة التنمية.