انطلقت، أمس، بفندق الهلتون بالعاصمة، أشغال مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في العالم العربي المقرر أن يدوم إلى غاية 15 من الشهر الجاري، الذي اختير أن يكون موضوعه "الآثار والسياحة الأثرية" بمشاركة 16 دولة عربية وبغياب كل من سوريا، لبنان، الأردن، جزر القمر وجيبوتي. تتطرق جلسات الملتقى إلى العديد من المواضيع المتعلقة بالموروث الأثري في الوطن العربي والأفاق المستقبلية الكفيلة بالحفاظ عليه، في ظل الحراك الذي عرفته دول القطر العربي سنة 2011، وانضمام فلسطين إلى عضوية منظمة اليونيسكو. ويهدف المشاركون الى صيانة الرصيد الأثري في المنطقة العربية وتعزيز سبل التبادل العربي في هذا المجال، حسبما أوضحه مراد بطروني، مدير التراث بوزارة الثقافة خلال الندوة الصحفية التي نشطها بالمناسبة بفندق الهلتون، الذي قال إن الملتقى كان من المنتظر انعقاده بمدينة سيرت الليبية لكن الأوضاع التي يعيشها البلد حالت دون ذلك، فاقترحت الجزائر احتضانه بعد نجاح تنظيم أشغال الدورة ال18 من الملتقى. كما كشف ذات المتحدث عن المحاور الكبرى التي سيتم معالجتها خلال اللقاء العربي، وعلى رأسها قضية نهب وتهريب الآثار ضمن حيز بلدان المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم " الأليسكو"، مشيرا إلى أن أشغال الملتقى تجري على قسمين يخصص الشطر الأول منها للجلسات الافتتاحية والعامة، فيما يتعلق القسم الثاني بورشات العمل التي يحرص فيها المشاركون على الخروج بالتوصيات العلمية والتقنية التي سيعتمدها وزراء الثقافة العرب في ختام المؤتمر. من جهتها نوهت حياة بن قطاط، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر، إلى الظروف الاستثنائية التي تجمع المهتمين بشؤون الثقافة العربية بالنظر إلى التغيرات التي شهدها الوطن العربي في الآونة الأخيرة، كما أثنت على الجهود العربية التي لم ترضخ للأوضاع الراهنة، وقررت أن تكون مواكبة للأحداث العربية خدمة لثقافة وتراث العالم العربي. وتطرقت في ذات الصدد إلى الورشات الأربع التي سيحتضنها المؤتمر، وهي ورشة "التعليم والتدريب في مجال التراث الأثري" التي يشرف عليها زكي أرسلان، ورشة "التعاون العربي في مجالات التعريف بالتراث الأثري وتنميته" تحت إشراف كل من مصلح القباطي وعدنان الوحيشي، فيما تتطرق الورشة الثالثة للأطر والمنظومات القانونية والمؤسساتية في مجال التراث الأثري في الوطن العربي- الواقع والأفاق -يشرف عليها علميا نورمان بلمير. أما الورشة الرابعة فتعنى بالتراث الأثري والاقتصاد المحلي، يشرف عليها مصطفى الخنوسي. وكشفت بن قطاط عن البرنامج الثلاثي الأبعاد الذي حرصت على إنتاجه المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم، الذي يسمح بالقيام بزيارات افتراضية عبر عدد من المدن التونسية، مع توسيع البرنامج الى مدن ومواقع عربية أخرى تشمل قصبة الجزائر، القدس وصنعاء. كما أعلنت لأول مرة عن الجائزة العربية للتراث التي تمنح مرة كل سنتين، ومن المنتظر الإعلان عن نتائج المسابقة شهر ماي المقبل، حيث بلغ عدد المشاركات 40 دراسة دكتوراه، وتقدر قيمة الجائزة ب 50 ألف دولار.